*** منزل في البهاء يرفل ***
رابطة حلم القلم العربي
*** منزل في البهاء يرفل ***
بقلم الشاعر المتألق : عبد الكريم الصوفي
( منزلٌ في البَهاءِ يَرفُلُ )
يا منزلاً في الريف تَألَفُهُ الأنفُسُ
ترنو لَهُ الخَواطِرُ ... و القُلوبُ في البَهجَةِ تَأنَسُ
والروحُ كَم تَنتَشي ... تَسمو بِه ِ ... في رَوضِهِ لِبَعضِها تُنافِسُ
تَشُفٌُ أجسادنا ألَقأً ... وتُزهِرُ نَرجِساً ... مَرحى لَهُ النَرجِسُ
كَم غَرٌَدَ في الجِوارِ بُلبُلُُ ... تُجيبهُ أُنثاه ...
وفي حَياءٍ تَهمُسُ
الحُرٌُ يا فارِسي في وَعدِهِ لا يَنكُسُ
في عِشٌِنا نُكمِلُ شَدونا لِبُرهَةٍ ... من بَعدِها ولَو قَليلاً نَنعَسُ
مَن لا يُجيدُ سِوى الغِناء ... راياتهُ تُنَكٌَسُ
لا ينَفَعُ شَدوَكَ يا صاحِبي إذا خلا من بَعضِهِ التَجانُسُ
وفي الجِوارِ بُلبُلُُ يَشدو قَليلاً ومِن بَعدِهِ في عِشٌِهِ يَخنُس
كَم غازَلَ أُنثاه ... لكِنٌَكَ لِبُرهَةٍ لا تَجلُسُ ... أو تَخرَسُ
يا سَعدَها البَلابِلُ حينَما لِبَعضِها تُعاكِسُ
تَنمو الرَياحينُ من حَولِها
والسَوسَنُ في رَوضِهِ يَزدَهي ويَرفُلُ
خَمائِلُُ تُحِطنَهُ ... والكُرومُ خَمرها يُثمِلُ
في الجِوارِ زَنبَقُُ تَلُفٌُهُ الأزهار ... ويحتَمي في ظِلٌِهِ القُرُنفُلُ
والبَيلَسانُ يُزهِرُ في المَشهَدِ من حََولِنا والخُضرَةُ تَستَرسِلُ
والنَسيمُ العَليلُ يَعبُرُ من خِلالِ الزُهور ولِلشَذا يَحملُ
تَصفو النُفوس بِهِ ... والخَيالُ يوغِلُ
والماءُ كَم يَغدُقُ في جَداوِلِهِ ... مَرحى لَهُ حينَما يَلتَوي الجَدوَلُ
غَزالَةٌ تَعدو هُناك ... وَمَهرَة في الجِوارِ ...
تَجمَحُ حَولَ الرِياضِ تارَة ... يا لَها الأصائِلُ
وأرنَبٌ يَتَوارى خَلفَها الأجَمات
تُغريهِ من طَراوَةِ غَضٌِها تِلكُمُ الخَمائِلُ
يَقضِمُ مِنها قَضمَةً في إثرِها قَضمَةٍ ... ويَستَريحُ بَعدَها يَشوقُهُ التَأمٌُلُ
في إثرِهِ ذِئبُُ غَضوبُ عَن صَيدِهِ لا يَغفَلُ
يَقولُ في نَفسِهِ ... مَتى يَكونُ الوُثوبُ ؟
ولَم يَزَل يَأمَلُ
والسَحابُ من فَوقِنا حَمائِمٌ بَيضاءُ تَسبَحُ في السَماء وهيَ تَرحَلُ
وغادَةٌ تَسحَرُ الألباب ... والكُلٌُ من حَولِها مُذهَلُ
مَليكَةٌ في عَرشِها ... تَخطُرُ في رَوضِها ... يَزينها الخَجَلُ
كم شاقَني ذاكَ الحِوار ... والغادَةُ عَن رَغبَتي تَغفَلُ
بقلم :المحامي عبد الكريم الصوفي
اللاذِقيَّة ….. سورية
توثيق : وفاء بدارنة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق