*** لست معصيتي ***
رابطة حلم القلم العربي
*** لست معصيتي ***
بقلم الشاعر المتألق : ناصر الدسوقي
*** لَسْـتَ مَعْصِيَتِـى ***
أسيرٌ فى جَـوَى العـينين قـد سَهِـرَ
يَقـِظـتُ الليـلَ بيـن النجـم والقمـر
أردتُ الوصفَ فى شِعرِى لِذى البدرَ
وجدتُ الشِّعْـرَ فى عَجْزٍ كَذَا النَّثْـرَ
فلا الحكماءُ قد عَلِمُوا لها وَصـفٌ
ولا الأسفـارُ قـد ذّكَـرَتْ لِهَا الـدُّرَرَ
ولا العـينـيـنِ فـى غَـفْـوٍ ولا سِنَـةٍ
رأيتُ الليلَ فى صَحْوِى كما الظُّهرَ
ولم أقِيـلْ كَمِثلِ الناسِ فى ظُهـرِى
وها الرمضاءُ فى قَدَمِى أرى العصرَ
حَمَـلـتُ قِـرابَ الصـبـرِ فى سَعْـيِى
فقـد ثُقِـبَـتْ ولـم يَبْـقَ بها صَـبـرا
أرى الهيفاءَ ما عَلِمَتْ لِما يَجرِى
ولا النجُومُ قـد ذَكَـَرت لَهَا الأمـرَ
ونجمُ الأرضِ لم يحـكِ لهـا أَبــدًا
بِأنَّ خُطـاىِ قـد تَـمْحُـو لـه الأثَـرَ
وتُرْبُ الأرضِ ما بَقِيَتْ بِموطِنِها
كما بالعصفِ هَـبَّ الريحُ فانْدَثَـرَ
أَلَـمْ تَعْـلَـمْ بأنَّ النَّـوْمَ خـاصَمَنِـى
وبِمَضْجَعِى وَجَدْتُ الحَرَّ كالجَمرَ
ترَكـتُ الحَىَّ لا أبغـى بهِ سَـكَـنًا
فلـم يُصبِحْ يُطِـبُّ القلبَ مُفتَقِـرَا
ولم أَقْرَبْ لِماءِ النهرِ فى عَطَشِى
فلا عَـذبٌ وَجـدْتُ الماءَ بِل عَـكِـرَ
وهـا بِالوَجْهِ لم يُصـبِحْ يُـرى أبـدًا
كسـاهُ الشعـرُ لا بِالأنفِ قـد ظَهَـرَ
أشــــارَ الـبعـضُ أَن آتِى لِـمِــرآةٍ
أزَحتُ الشَّعرَ وَجَدْتُ الشَّيْبَ مُنتشِرَ
قصدتُ الشرقَ كى أَسري لها أبغى
ولم أَرقُـبْ سَــوَادَ الليلِ أو فَجْـرَا
طَرَقـتُ البابَ فى صُبحِى لئن فَتَحَت
أيا دعجـــاءُ إنَّ القـلـبَ يحـتَـضِـرَ
أجـيبى الحالَ إنَّ العينَ قد زَرَفَـتْ
فإنَّ الـشِّـرْكَ أَنَّ النَّفْـسَ تَـنتَحِـــرَ
ولا تنسَيْـنَ أَنَّ الذنـبَ فى القَتْلَـى
سـواءُ , ماتَ أو ما زال مُنتصِرَا
أجيبى مَن مَشى الصحراءَ فى لَيلٍ
وفى عَـرَقٍ كَسَيْلِ الماءِ قـد غَمَرَ
ولا بالظـنِّ أنَّ الهجـرَ معـصِيَتـِى
فكـم سَلَفٌ مِن الأهـوالِ قـد شَكَرَ
إمامُ الناسِ فى الصلواتِ دو أَجْرٍ
وما بالناسِ أَنْ تُعطِـى له الأجْـرَ
*************
ديوان / حينما غاب القمر
بقلم : ناصر الدسوقى
توثيق : وفاء بدارنة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق