*** المقعد الشاغر ***
رابطة حلم القلم العربي
*** المقعد الشاغر ***
بقلم الشاعر المتألق : عبد الكريم الصوفي
*** ( المِقعَدُ الشاغِرُ ) ***
مِقعَدٌ على الضِفافِ ما زالَ يَنتَظِرُ
والغادَةُ غادَرَت بالأمسِ تَرتَحِلُ
قَد غادَرَت جهراً كَما يَرحَلُ القَمَرُ
هَل تُراها شاقَها في المَهجَرِ رَجُلٌ?
أم أنَّها أُرهِقَت ضَجَراً يا وَيحَهُ الضَجَرُ ؟
ولَم تَزَل عُنوَةً لِرَوضِها تَهجُرُ
تَشَتَّتَ في أُفقِها تِلكُمُ الذِكرَيات ...
مُُسِحَت من ذِهنِها بَعضَها الأسطُرُ…
فَمَتى يَرجعُ يا خالِقي الأمَلُ ?
أينَ الأحاديثُ التي نُثِرَت ?
مِثلَ الورود من فَوقِكَ لِعِطرِها تَنشُرُ
والشَذا مَعَ النَسيمِ يُحمَلُ
وفي الظِلال ... لَغو الهَوى ... يَستَرسِلُ
يَحومُ مِن حَولِهِ المَشهَدُ ... أهزوجَةً تُذهِلُ
حُبٌّ كَما العاشِقُ في عِشقِهِ يَأمَلُ
ألِفَت روحاهُما تِلكَ الظِلال ... والطَيفُ من بَينِها لِلعاشِقِ يَمثُلُ
وعلى الضِفاف كَم شاقَها التَساؤلُ
وشاقَهُ الدَلَعُ في السُؤال يَشوبُهُ التَفاؤلُ
هَل باعَدَ القَدَرُ تِلكَ الخُطى ؟ يا بِئسَهُ القَدَرُ ?
وَيُنشِدُ المِقعَدُ في صَمتِهِ قَصائِداً يَزهو بِها الغَزَلُ
أينَ التي فُتِنَت بِها تِلكَ الجِنان ?
يا أيُّها المَقعَدُ أما لَدَيكَ من لِسان ?
تَروي لنا ما كان ... حِكايَةً ... من حَكايا الزَمان ?
أم أنٌَكَ ... كالآخَرين ... صامِتُُ ... وجَبان ?
يا وَيحَكَ مِن أخرَسٍ شَيطان
كَيفَ تُسدِلِ السِتار ?
وَمَشهَدُُ العِشقِ لم يَزَل يُدار
تُنشِدُ البَلابِلُ لَحنَهُ ... تُصغي لَها الأزهار
وفي المساءِ تَرنو لَهُ الأقمار
لَن يَموتَ الحُبُّ في تِلكَ القُلوب ...
ذاكَ الرَبيعُ لَم يِزَل ... في قَلبِهِ آذار
بقلم : المحامي عبد الكريم الصوفي
اللاذقية ….. سورية
توثيق : وفاء بدارنة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق