( على جناح حمامة مكية)
النادي الملكي للأدب والسلام
( على جناح حمامة مكية)
بقلم الشاعر المتألق: عبد الحليم الشنودي
( على جناح حمامة مكية)
---------------------------------
اَطَوْفي حول بيتكَ في المساءِ
يناظرُ طوفَ طيرٍ في السماءِ
محالٌ أن يكونَ الطوفُ منّي
كمن يأتي الطواف على النّقاءِ
طيورٌ قد أتتكَ وما توانت
ووجهٌ قد أتى والقلبُ ناءِ
طيورٌ قد أتتك بغير ذنبٍ
وأسرابٌ تسابق في الفضاءِ
فمَن خطّ الطريقَ لتحتذينا
ومن رسمَ الدوائرَ في الهواءِ
وهل نَظمُ المسيرِ بغير عقلٍ
يفوق النّاظمين على الذكاءِ
نظام - إن سألتَ العقل عنه
تهرّبَ أن يجيبَ من الغباءِ
مسار يهتدي فطرات ربٍّ
وعين الهائمات إلى السماءِ
أراقب من خلال الشوطِ خرقا
عسى أحظى بتبريرٍ لدائي
فلا أرنو جُنوحا من جَناحٍ
ولا ألقى نشازا في ارتقاءِ
ولكنّي رأيت الخرق منّي
على قدر النّباهة في الْتوائي
فليتَ العقل منّي برأس طيرٍ
وليت من الجناح لدى ردائي
فعقلي قد أُهين بعقل طيرٍ
وفكري قد أُدينَ بكلّ داءِ
متى آتيكَ -ربّي - مثلهنَّ
بريئا من ذنوب كالوباءِ
فإنّي في المعاصي لأدعو ربّي
وأمزج بعض دائي في دوائي
وإنّي إذ أسيء لعين ربّي
على مرآةِ ذنبٍ في الخلاءِ
وأعمَى عن رقيب من ضميري
مخافةَ أن يَطُلَّ على الوراءِ
لأرمَلُ في المطاف بصحن بيتٍ
وذنبي مثل سدٍّ في البناءِ
أزاحمُ في الوصول وإن تأبّى
كأنّ الوصلَ كفٍّي لا دعائي
وعند الوصف للأصحاب أرقى
كأنّي مالكٌ بابَ الرجاءِ
وتسبح في شذى الإحرام روحي كأنّي والنبوّة في حراء
وعند تحلُّلي أعدو سريعا
كأنّي قد كُفيتُ من الدواء
فهل يكفي الرجاء لهدم سدٍّ
وهل يطوى النهار على المساءِ
----------------------------------
( عبد الحليم الشنودي)
توثيق: وفاء بدارنة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق