*** حربٌ مع نفس. ***
النادي الملكي للأدب والسلام
*** حربٌ مع نفس. ***
بقلم الشاعر المتألق: سيد حميد عطاالله الجزائري
*** حربٌ مع نفس. ***
ماللدموعِ ككبشِ عيدٍ تُذبحُ
والقلبُ في جبِّ المواجعِ يُطرحُ
نَعست هنا ذكرى لتُصبحَ كالكرى
حتى النسيمُ مع التذكّرِ يَجرحُ
ظِلٌّ وباديةٌ وفتلُ أصابعٍ
ويحيطُ فينا في الحياةِ المسرحُ
ألقي على حزني العميقِ مسرَّةً
فلعلّهُ من طولِ آهٍ يفرحُ
للجدِّ يدفعُني فألبسُ صبرَهُ
والنفسُ تعبثُ في الوعيدِ وتمرحُ
وَزِرت فأمست في الهوانِ أسيرةً
كم أخطأت وأنا لذاكَ أُصحّحُ
خسرت تجارتَها وباتت في لظًى
فمتى تنيبُ عن الحرامِ وتربحُ
وعصت حجايَ وأسرفت في غيِّها
فهي العنيدةُ كم لصبريَ تسفحُ
وأنا وكلُّ جنودِها بوقيعةٍ
في الحربِ لا سلمٌ إليه فنجنحُ
حتى ركبتُ على قرونِ دهائِها
وتظلُّ خلفي إذ تعضُّ وتنطحُ
وبوجهِها أغلقتُ كلَّ معيبةٍ
في الليلِ في غسقِ الدياجيَ تفتحُ
وبقلبِها شَنَقٌ وأمرُ تفاهةٍ
فلأجلِهِ تغزو البلادَ وتذبحُ
أَدَعو المواعظَ في الخوانِ وجيبِها
وإناؤها بالصالحاتِ فينضحُ
فكأنّني مثلُ النبيِّ بنصحِهِ
فأنا مربٍّ للعزوفةِ مصلحُ
أدعو لها عندَ الغروبِ وها أنا
مُستغفرٌ مُتهجّدٌ ومُسبِّحُ
مُتحمِّلٌ هذا الأذى ولعلني
يومَ القيامةِ ما لقيتُ سأصفحُ
لا تتركوا هذا المصيرَ لأنفسٍ
إن تمسكوا حبلَ النواصيَ ترجحوا
وبها سترتفعُ المكارمُ عاليًا
إن كنتمُ واعينَ حتمّا تُفلحوا
إلا الذينَ تتبّعوا خطواتِها
لُعنوا جميعًا في الحياةِ وقُبّحوا
النفسُ وحشٌ لا تخافُ كواسرًا
في القلبِ في عقلِ المقاتلِ تنبحُ
لم ينتصر إلا المجاهدُ نفسَهُ
والعقلُ ينجو والجوى المُتفتّحُ
وهناكَ نفسٌ كم تلومُ بذاتِها
فلتلك نفس بالفضائل تمدحُ
طوبى لمن حفظوا عفاف نفوسهم
إن يذكروا ذنبًا صغيرًا يستحوا
بقلم سيد حميد عطاالله الجزائري
توثيق: وفاء بدارنة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق