*** إرهاصات كهل ***
النادي الملكي للأدب والسلام
*** إرهاصات كهل ***
بقلم الشاعرة المتألقة: عبير الصلاحي
*** إرهاصات كهل ***
لكم رنت في اذنيه وهو متجه صوب المشفى يستحث رجليه على المضي قدما وهما تأبيان إلا الثبات في الأرض صدى قوله تعالى
.."مالكم أثاقلتم إلى الأرض"؟!..ووجد لسان حاله يفغر فاه الدهشة مستنكرا ما وصمته به الفاظ الآي الكريمة مردفا بهز رأسه بالنفي اسستنكارا .وصدى لفظة (لا )تهز جنبات نفسه..المحملة بسموم الوهن وما لبث أن دفع قدميه في شئ من الرجاء علها توصله الى وجهته وقد بدأ يتدبر ما استنكره آنفا .مخاطبا نفسه :.نعم لا أنكر أن الخطو تثاقل حد استحالة نقله من موضع إلى آخر لكن _صدقا_ لا يد لي في ذلك .!! أي وربي.
فما عاد لي بدنيا الزوال من مأرب .وما عادت حسناء الدمن بمعشوقة الفؤاد.فقد تكشفت لنا حقيقة كل زيف تجملت به حتى عافتها النفس وودت لو أن مغادرة دربها باليد ولو كان لما انتظرت ولو للحظة أعاقر سكرتها المقيتة.ثم عقد حاجبيه في شئ من التأمل محاولا تكشف حقيقة ذلك الأمر. فباغتته ملامحه برفع حاجب الدهشة إذ أنبأته عين البصيرة بالسر طواعة دونما بذل جهد او مشقة استيعاب وإذ به يتمتم : حقا .حقا .نعم إن أديم الأرض قد حن إلى ما اجتثته منه الملائكة عنوة عند مبدأ الخليقة ولما أن استشعر قرب استرداد أمانته وعودة ذراته إليه ما كان منه إلا أن تشبث بها أكثر فٱكثر.حتى أضحي مفارقة وجهه من الصعب لما يكفي الانتباه إليه نعم لقد قربت محطة الوصول ومن ثم يلزم على الجميع تسليم كل ذي حق حقه.
وما اثاقلنا الى الارض ابدا وانما هي من تشبثت بما هو منها ومرده حتما إليها .ووجد ابتسامة الرضا تعلو وجهه وهزة الفهم من رأسه تومئ بتقبل الجواب .ولما أن تغشته منة الرضا امسك بساقيه مرتبا عليهما ورفع رأسه للسماء متمتما.."اللهم اخرجنا منها خفافا لا بنا ولا علينا"
"فيا من رأيت منا جميلا ادع لنا بسلامة الوصول وحسن الختام.".
بقلمي/ عبيرالصلاحي
توثيق: وفاء بدارنة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق