الاثنين، 26 أغسطس 2024


*** آخر شهقة. ***

النادي الملكي للأدب والسلام 

*** آخر شهقة. ***

بقلم الشاعر المتألق: محمد رضا 

*** آخر شهقة. ***

نحيبُ الغيابِ... 

منْ أيقظَ المآذنَ ..؟

و غسل عيونَ الفجرِ...

منْ داعبَ خصلاتِ الشمسِ..؟

و شربَ نبيذَ الندى..

ألا يكفيكَ ترنحاً على نوافذِ البعدِ..!!

مسافرةٌ الآهاتُ..

معَ آخرِ شهقةٍ..

تاركةً نابَها معلقاً..

على جدارِ وطنٍ آيلٍ للسقوط..

عششَ الحزنُ في وجنتيه..

ابتلعَ آخرَ دمعةٍ.. و تنهيدةٍ


أرتقُ صفحاتِ الزمن..

من وخزِ حروفِ شاكية..

و ألثمُ قطراتِ حبرٍ متناثرة..

أضناها الجفافُ..

تصحرَتْ الأحاسيسُ.. 

لمْ أعدْ أقرأُ قصائدَ الغزل..

أُغلقْتُ أسواقَ النخاسة..

و كُتبْتُ على أبوابها.. 

مراسمَ الدفنِ إلى إشعارٍ آخرَ..

كُمْمتُ الأفواهَ إلا للتثاؤب..

و التهمَتْ النْارُ كلماتِ العشق.


لم تذبلْ وُريقاتِ وردِكَ..

على صفحاتُ رسائلي..

كلما تعتقَتّ فاحَ أريجها..

و تعمشقت رائحتُها بين طياتِ الآه..

و أعلنَ بخارُ قهوتي السفرَ..

مع أنفاسٍ عابرة.. 

نظراتي ما زالت تتابعُ ظلَكَ..

مهما بعُدَتْ المسافاتُ..

و طالَتْ ساعاتُ الانتظار..

ألا يكفيكَ تشظي قلبي..؟

بجمرِ رحيلِكَ..

بلهيبِ هجرِكَ..

لونَتْهُ صورٌ غيبها السرابُ. 

لا ضمادُ الشفقةِ تشفي جروحي..

ولا مناديلُ عطفٍ..

تمسحُ عني غبارَ الدمعِ.. 

كوني كما شئتِ..

مزقي صوري..

وزعي مشاعري على المارينَ..

لسْتُ آبها...

فراشي رمالٌ متحركة..

وسادتي صخرةٌ صماء..

لن أعودَ بجسدٍ دونَ روح.

بقلم : محمد رضا

توثيق: وفاء بدارنة 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق