الخميس، 23 مايو 2024


***  أسميتها.. أنا..!  ***

النادي الملكي للأدب والسلام 

*** أسميتها.. أنا..! ***

بقلم الشاعرة المتألقة: امية الفرارجي 

***  أسميتها.. أنا..!  ***

جلست في هذا الممر الطويل .. الطويل جدا بطول ساعات الانتظار.. بل بطول الأشهر التسع الماضيه ..أو السنين الأربع..

أكل مني الوقت كثيراً حتى أنني أصبحت خائرة القوى.. وخسرت من وزني في لحظات ما تمنيت أن أخسره في عام كامل.. هكذا اعتقدت.

ومر شريط من سنين عمري تمنيته لم يكن من شدته وقساوته..ولفني الصمت من جديد مشوبا بالقلق..

وأخيرا جاءتني بشرى  من بعيد تتراقص في عين وليدي وتزفها أساريره الطفولية رغم سني عمره الاربعين.

هي طفلة رائعة .. جميلة ك  أنتِ أماه وكأنه اعتدى على شيء ليس من حقه ، حين شبهها بي ،بل هي جميلة كأمها وكأبيها ولا جمال يضاهي نظرة الأم.

وبعد انتظار أصبحت أباً .. قالها وقد اختلطت الفرحة بالدموع ..

ورغم ولديه إلا أن فرحة البنت تختلف

(وليس الذكر كالأنثى ) هي حبيبة أبيها وأمه وابنته..

الفرحة العارمة أهداها لي وطلبني أن أهديها اسماً يليق بجمالها..

كنّتي الأخرى ألحّت في الطلب ..والاسم لك لأنك أمي بعد أمي الراحلة..

ماذا ترين.. تكفينا قرة العين ..

لم أفكر طويلاً بل بدون تفكير .. هي أنا

(( اميه)) لعلها تأخذ من اسمي نصيبا .

أحببت ذاك كثيرا وليس الكثير يعرفون اسمي فقد غلبت كنيتي..

في بعض المجتمعات كان من العيب أن يطلع الرجال على أسماء نسائهم سواء كنّ أمهات أو أخوات أو زوجات ولعلهم يعتبرون ذلك عورة لا يجب كشفها..

لا يهم .. فالأسماء كثيرة وتشابه الأسماء يكثر في مجتمعاتنا..

هي الآن في العاشرة من عمرها أراها أنا ولا أميزها عن الأخريات من حفيداتي ولكن..

أحببتني.. وأحببت أن أسمع اسمي يتردد

سيعيش اسمي معها وإن رحلت وتركت لها الميراث من طبعي ..

إنها تشبهني كثيراً..

شكراً لك ياعمري..أهديتني أنا..

فضفضة جدة 

بقلم :  ( اميه الفرارجي)

توثيق : وفاء بدارنة 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق