*** دفئ الحروف. ***
النادي الملكي للأدب والسلام
*** دفئ الحروف. ***
بقلم الشاعر المتألق: مهدي خليل البزال
دفئ الحروف .
ومَزجتُ دفئَكِ في خلاصةِ مُهجَتي
وحنانُ روحَكِ قد تغَلغلَ جنَّتي .
وَسقَيتُ من لهَب ِ المشاعرِ جوفَهُ
بِرِشافِ ِ حبِّكِ فالتقى في دمعتي .
جَمَعَ اشتياقَكِ والدَّواءُ ومَزجُه
وغبارُ طَلعِ الحبِّ أعلنَ رغبَتي .
وشربتُ من ذاكَ المزيجِ لعِلَّتي
ظنّي سأُكملُ في عيونِكِ رِحلتي .
فتَخدّرت شفتَايَ واختلَجَ العصَب
وتحطّمت عند َ المفارِقِ سِطوَتي .
أبحرتُ في عمقِ البحورِ مكمِّلاً
رغمَ العَواصفِ لم تخفِّفَ جُرأَتي .
غرِقَت سفينتَنا هناكَ تكسَّرت
لكنَّ عيونكِ علّمتني حِنكَتي.
وسبَحتُ في مدِّ الدّموعِ وموجهِ
متَقصِّياً ما كانَ يملئُ جُعبَتي .
وعرفتُ أنكِ قد غزوتِ خواطري
كي تبحَثي بدفاتري وبنزوتي .
نفخَ الهواءُ على الحروفِ فحيحَهُ
هلْ خبَّأَ الصّفحاتِ تذكرُ لوعتي .
وهناكَ بعثَرَها وعادَ لجمعِها
فإذا الخلاصةُ من حروفكِ كنيتي .
دُفنَ الفؤادُ على ضِفافِ رموشِها
مرَّ الزمان ُ ولم يُغيِّرُ ضِحكَتي .
خُتِمتْ جِراحاتي ومنذُ دَهنتَها
شفيتْ فهلْ قُبِلت مكامن ُ دعوَتي.
لم تُبقِ من حُفَر الزَّمان ِ علامة ً
إلاَّ وفي وسَطِ العلائِم ِ روضَتي .
إن كنتِ عابرةً هناكَ فسلِّمي
فلإن همستِ سأترك لحظةَ غفوتي .
وأردُّ من قبري السلامَ بخفَّةٍ
علَّ السَّلامَ طريقُ يرسمُ عودتي .
شعر مهدي خليل البزال.
ديوان الملائكة.
7/5/2023.
توثيق: وفاء بدارنة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق