قراءةٌ سريعةٌ - مُتواضِعَةٌ- لنصٍّ بديعٍ
النادي الملكي للأدب والسلام
قراءةٌ سريعةٌ - مُتواضِعَةٌ- لنصٍّ بديعٍ
بقلم الشاعر المتألق: صاحب ساجت
تَحيَةً طَيبَةً.
المَوضُوعُ:-
قراءةٌ سريعةٌ - مُتواضِعَةٌ- لنصٍّ بديعٍ، وَ مُهمٍّ، لفتَ نَظري إليهِ، وَ دعاني أنْ أتوقَّفَ لِمراجعَةِ واقعٍ نعيشُهُ علـىٰ مَضضٍ، لٰكنَّنا لا نَجرَأُ أنْ نقُولَ باللِّسانِ عَلـىٰ أَقَل تَقديرٍ.. كَفَىٰ!
وَ أخشَىٰ أنْ لا أَملَ في تَغييرِهِ، لأنَّنا لا نَقبلُ " التَغْييرَ "، كَونَهُ يَكشِفُ ما أُخْفِيَ -عَمْدًا- لِمدَّةٍ طويلَةٍ.. عَنِ العَيانِ!
أرجُو تَفضلُكُم متابعةَ ما ذَهبْتُ إليهِ.
أولًا:- النَّصُّ
"تأرجح لا يبيـن"
كان يحمل رشاشا من الصباغة يرسم بلونه الأحمر القاني صورة للنصر على جدران الساحة الواقعة في قلب المدينة الأبيض، وكان آخر إلى جانبه يصوب بندقية من الغاز السائل يمسح ما يبدعه الأول من رسومات مشرقة مبهرة، وبعد أن انتهت ذخيرتهما، تصافحا وضربا موعدا في الغد، لبدء عملية زرع الأمل وحصده.
(الكاتب/عبد الحميد سحبان)
ثانيًا:- القَراءَةُ
هٰذا التَّأرجِحُ بانَتْ شَراسَتُهُ بَينَ
أنْ نَعيشَ واقِعًا مُتناقِضًا، يَفرضُ سَطوَتَهُ عَلينا دُونَ أدنَىٰ مَقاوَمَةٍ؛
وَ بَينَ الهُرُوبِ إلـىٰ السَّماءِ!
بِأُمِّ أعيُنَنا.. نَرَىٰ وَ نَسكِتُ عَلـىٰ مَنْ يَحصِدُ الرُؤوسَ تِلوَ الأُخرَىٰ، لِهَوانٍ
وَ ضَعْفٍ تَعَرَّشَا في نفُوسِنا وَ باتَا واقِعًا لا يُمكِنُنا تَغييرَهُ بِما نَستَطِيعُ
مِنْ رِباطِ خَيلٍ وَ بناتِ فِكرٍ، وَ عاقَرْنَا الخُذلانَ وَ الخَدَرَ مَعَ بناتِ لَيلٍ!
رُبَّ مُعتَرِضٍ يَقُولُ:
ــ لَيسَ مِنَ الإنصافِ أنْ نَزرَعَ اليَأْسَ!
نَرِدُّ عَليهِ:
ــ هاتَ بُرهانَكَ!
بِفعلِ التَّجارُبِ الَّتي خَبرْنَاها، اِزدادَ مَنسُوبُ اليَأْسِ فِينا، وَ هَدَّمَ كُلَّ ما بَنَيناهُ في حَياتِنا، وَ لِلأسفِ بانَتْ عَوراتُنا!
كُلُّ ذٰلكَ وارِدٌ اِبْتِداءً...
تَبقَىٰ النَّهايَةُ؛ ما لَونُها، ما شَكلُها؟
يَبدُو الاسْتِسلامُ لا يُفارِقُنا، اِنتَقلَ
مَعَ جِيناتٍ وَرِثناها، بِحجَّةِ بنُوَةِ عُمُومَةٍ لازمَتْنا، لا تَنفَكُّ مِنْ ثَقافَتِنا،
بَلْ أَنَّها جَلسَتْ كَالرُّبانِ عَلـىٰ دِفَّةِ القِيادَةِ، وَ راحَتْ تَمخُرُ عُبابَ البِحارِ،
تَصُولُ وَ تَجُولُ، وَ نَحنُ نُصافِحُ اليَدَ الَّتي بَطشَتْ، وَ أحيانًا نُقَبِّلُها، لا لِمَعرُوفٍ أسدَتْهُ.. إنَّما خَوارٌ فِينا
وَ هَوانٌ بِما سَيأتي عَلينا بَعدَ ما حَصَلَ
وَ أصبَحَ واقِعًا مَلمُوسًا!
نَهايَةٌ مُخزيَةٌ.. فَضلًا علـىٰ أنَّها تُجَيَّرُ لِمَصلحَةِ الجَّاني، فَتَضطَرُّ الضَّحيَةُ
(أنْ تَضرُبَ مَوعِدًا) لِلقاءٍ آخرَ، بُغيَةَ
شَحنِ هِمَمٍ وَ تعويضِ ما نَفَدَ مِنْ ذَخيرَةٍ، وَ أمَلًا بِحصادِ ما يَزرَعونَ
في جَوَابِ المِلحِ!
(الكاتب/صاحب ساجت)
توثيق: وفاء بدارنة

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق