الأحد، 24 يوليو 2022


*ليلة. لم يكتمل بها القمر*

رابطة حلم القلم العربي 

* ليلة لم يكتمل بها القمر *

بقلم الشاعر المتألق: مروان كوجر 

* ليلة لم يكتمل بها القمر *

عدتُ متأخراً منهكاً من يوم عناءٍ ومشقة إلى شقتي 

في غربة طالت عن مسقط رأسي 

 أذكر ميلادها وكأنها قد كانت بالأمس القريب 

التعب تملك أوصالي ، لكن فرحة غامرة قد ملأت قلبي 

أخيراً سوف يحين اللقاء. 

تمددت على سريري الذي أفرغ عليه ذاكرتي كل ليلة 

 مرهق من عذابات الزمان ، وتراكم الهموم

 نسمات جميلة ، تسللت من نافذتي ، 

داعبت خطوط جبيني ، 

تحمل معها شريط ذكريات طويل كأنني عشته بالأمس .

 تسلل شعاع البدر من نافذتي بسحر غريب  

تجلى بعظمة الخالق وروعة خلقة . 

ذكريات في خاطري تتوارد تباعاً  

رسالة لوم أعرف مصدرها بين رسائلي التي أتلقاها على صفحتي 

 تلومني بعدم الرد عليها .

تطورت علاقتي العذرية بها عن بعد ،إلى أن وصلت حدود اللا معقول 

أصبحت همي الشاغل ، وملاذي ، وأصبحتُ صندوق اسرارها

 تفرغ كل همومها في جعبتي ، تكلمني أكلمها 

نتبادل كلمات المحبة ولواعج النفس والأمنيات عن الحاضر والمستقبل 

 عرفتها بشخصيتها الرقيقة الجميلة لطالما سحرتني  

كلمتني عن معاناتها ، عن أسرتها، عن زوجها الذي لم تعد تحتمل وجوده في حياتها ، إذ اكتسى بعدم اللامبالاة وانعدام المسؤولية والإهمال 

عن استغلال ضعفها وكدها .

عن قوة إرتباطها  بأطفالها .....

                         كانت شهرزاد سامرتي

و بلا سابق إنذار اختفت ......

غابت من كانت تشاركني آلامي، وفرحي، وبهجتي 

 ترفع عني ثقل لواعج نفسي المنهكة

دهر مضى دون علم بسبب إنقطاعها ،

حاولت الإتصال بها مرات ومرات دون فائدة ترجى 

لم تعايش ما تركته في نفسي من ألم .!     

لا أريد الآن  شى سوى نوم عميق .....

 أحلم بكلماتها التي بعثت لي الحياة من جديد

إسترجعت ذاكرتي الغابرة ، والتي تجرعت بها مرارة حظي لسنين خلت .

 بعد محبة عارمة بلا شطآن أو حدود وبعد طول غياب آلمني .

قريبا سنلتقي، ستنتهي معاناتي 

كلمات هزت مشاعري ، دبت الشعرية في جسدي  أيقظت مجون آمالي المحبوسة 

اخيراً سيتبدد الألم . 

 ... جلل عظيم ، البدر منشطر  إلى نصفين وكان آلة منشار حزته 

لونه ارجواني ، رياح عاتية ، ليلة مغبرة غابت بها النجوم  

كأنها اليوم الأخير  من أيامي ، وكأن الأجل قد أتى

منظر فيه كل الرعب ، والخوف

شريط ذاكرتي يعود ، يمر أمام ناظري  

أصوات تتعالى من مكتب مجاور لمكتبي 

أنت وصمة عار .....

عويل وأصوات وصراخ أقتلوها... 

نهضت من وراء منضدتي مسرعاً فوجدت لفيفاً من أصدقائي

في العمل وراء شاشة " اللاب توب" وفي أعينهم زهول من مشاهدات لم يألفوها .

لا تستحق ، خرجت عن ملَّة أجدادها 

هربت معه، تحمل أزيال الخيانة والعار ، تزوجته، أنجبت منه

 وتداخلات الشتائم والسب والرمي .....

مستلقية على الأرض تحاول ستر جسدها ،تصرخ مصابها 

ترتجى الرأفة والرحمة 

عيون جاحظة تحدق بازلالها ،وآذان أصمت لا تسمع ،وعقول لا تفقه 

جدار يسند أمها المنهارة  ، طرحتها السوداء بللتها الدموع 

تضعها على فمها ،خوف أن يتعالى صوت نحيبها .

ثياب مزقتها يد البغي  تكشف عن بعض جسدها المضرج بالدماء 

جروح غائرة . 

ألقوا عليها جبروت حقدهم  وما ملكت اليمين .

وأخيرًا ينهي الأخ المغوار مابدأ به، لغسل عاره الذي لبس شرفه كما يزعم

بين يديه الملطخة  بالحقد ، يحمل طوبة كبيرة للبناء تكفي لقتل جمل 

وينهي المسألة ،يلقى بها على رأس  البريئة

صمت مهيب ،أخرس الأفواه المتشدقة  

تطايرت  أشلاء الدماغ  والدماء على لفيف المنتقمين الذين يحضرون المأدبة .

إلتصق الرأس على الإسفلت

-لم يعد من ملامح 

أنتهى الألم والكابوس ..........

... إستيقظت منه مرعوباً 

وكأن قلبي قد أوشك على توقف نبضه  وحان الأجل المنتظر 

نظرت حولى لأرى الدم من رعيف أنفي وقد غطى جزء من وسادتي التي أنام عليها، وجهي مغمور باللون الأحمر ، يداي ملطختان بداكنٍ  أسود 

مقلتاي غارقتان بدمع مدرار 

.... متى كان الحب غباءاً .؟ 

متى كان أعمى .؟

متى كانت للأثنيات حدود .؟

 متى امتلأت قلوب الناس بحقد غلول .؟

كيف نقبل  إستهانه طفل لاذنب له ليبقى يتيماً  .!

ماتت المغدورة  على قارعة الطريق "بأي ذنب قتلت "

 وسط بركة دم قاني كان يسري في عروقها قبل برهة 

كان مصدر دفئها    

نظرت حولي ،  ماذا فعلت. ؟

هل سيكون مصير حبيبتي التي انتظرت كمصيرها .؟

هل أكون الجاني عليها .؟

صراع بالنفس أليم وأليم ، باتت  أمنياتي في ضياع

" قررت ان أكف عن مقتلها "

سابقى في بوتقة ذكرياتي وآلامها 

خوفاً عليها ورحمة بأطفالها .

وقبلت أن أعيش ألم فراقها . 

فعذراً حبيبتي ....

هذه الحياة قاسية لن تجمعنا، ولن أساهم بقتلك 

أتمنى أن آلقاك في حياة لايكون فيها الكره ولا الضغينة

حياة أبدية ملأها الرب بالمحبة ، والرحمة والمغفرة

ودون تمييز أو عنصرية أو إثنيات أو تفرق ......

تمت بدون لقاء 

   عذابات سوريانا  

بقلم السفير .د. مروان كوجر

توثيق : وفاء بدارنة 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق