الخميس، 28 يوليو 2022


***   قرار أعدام. ***

الأكاديمية الدولية لائتلاف رابطة حلم القلم العربي للأدب والسلام 

***   قرار إعدام.  ***

بقلم الشاعر المتألق: معروف صلاح 

بقلم : معروف صلاح  أحمد

شاعر الفردوس يكتب : 

   ***   ( قرارُ إعدامٍ ) ***

...................................... 

     ( قرارُ إعدامٍ ) 

حِينَ كُنٰتَ تلهُو 

مع الحَمَامِ عِنْدَ السَّاقيَة 

 كَانتْ مِيَاهُ بَسَاتِينِكَ الجَاريَة 

تُسَابِقُ العَصَافِيرَ واليَمَام

 تَربُو منِّي وتتَردَّى كُلَّ يَوم

 بِألفِ ضَحيَّةٍ مِن بَدرِ التَّمَام

 وتَصبُو في خَنَادقِ الهَاويَة

 تَدنُو مِن جَنَانِي بِالتئِام

 والعُرُوشُ خَاوِيَة بِانتِظَام

فِي بِئرِ المَوتِ الزُّؤَام

 سَأكتبُ عَن وصَايَا رُفَاتِكَ

 والسَّلَامِ والنِّظَام

 وعن قَصَصِ شَهِيدِ مَمَاتِكَ 

 وانبعَاثِ الجُثمَانِ في الضَّاحِيَة 

 ومِيلَادِ آلافٍ مِن الحَكايَا الغَاليَة

   فِي نَبضِ الأيَّامِ الخَاليَة

  عن مَرَارَةِ الكِتمَان

 وسَبرِ أغوَارِ الحَقِيقَةِ البَاليَة

 عَن السَّرَابِ وهَلاكِ الأحوَال

 عن مَرَايَا وجُودِكَ الجَاثِيَة

  عن مَرافِئِ القَضَاءِ والقَدَر 

   على قَتلِ كُلِّ مَن حَضَر

 مِن ذِكرَيَاتٍ وابتِسَامَاتٍ وتَعَهُّدَّات

  سَأحتَفِي بِمَهرَجَانِ

 قِيثَارَةِ ظُنُونِكَ والحِمَام

  حِينمَا تختَفِي من الحَيَاة

   وتَكتَفِي قِنِّينَةُ تنَهّّدَاتِ 

 عِطرِكَ المجهُولِ بِالأَهوَال

 تَستَتِرُ بِتَكَتُّلَاتٍ وتَكَهُّنَات

  في تِلكَ النًَاحِيَة

حِينَ تشَاءُ الدمُوع

ّ أن تَحرِقَ مُقلَتَيكَ وتُغرِقُ الرُّبُوع

فِي قَصرِ الجُفُونِ والسَّواجِي كَرنڤَال 

  فِي لَظَى مَسرَى القَيظِ والخَرِيف..

فيَا شِتَاءً صَفَتْ نِيرَانُهُ الدَّانِيَة

 وخَبَتْ أنوَارُهُ العَاليَة

 ‏ حَبَتْ فِي مُنعطَفَاتِ الرَّبِيعِ العَفِيف

 ‏سَأسقِي كُلَّ مَا تَقَطَّعَ فِيكَ

   مِن مَالٍ وَمَآلٍ وَآمَال

سَأروِي رَبَوَاتِ عُمْرِكَ المُطرَّزِ 

  بِالزُّورِ والبُهتَانِ والكَذِب

عُشبًا وعِشقًا وصِدقًا أينَمَا ذَهَب

 هَا قَد نَبَتَتْ وثَبَتَتْ مَرَاثٓيكَ بِالسُّؤَال

 وتَبَعثرَتْ قَصَائِدُ الدَّوَاوِين 

 والعَنَاوِينُ في ثُريَّا نَيرُوزِ

 سبَاتِ المُحَال

 التِى كَانَت صُبْحًا وعَشِيًّا تَأوِِيكَ

 ‏نَبَثنَا ونَبشنَا ونَبَذنَا وفَتَشنَا كُلَّ شَئ

بَحَثنَا عَن زِرَاعةِ أَعضَاءِ أرَاضِيكَ 

وجُلِّ مَا يُرضِيكَ

لَم نعثُرْ عَلَى طِلَالِكَ

 ولَم يَتَغَيَّرْ مِن ظِلَالِكَ شَئ

أنتَ كَمَا أنتَ ولا شَبِيهَ ضَيفٍ فِيكَ

 بِصَيفِ هَشِيمِ ليَالِيكَ المُحتَدَم

  بِنَارِ لَهِيبِ النَّهَارِ المُحتَضَر

 ‏لَا قَبرٌ ضَمَّك ولَا جَدثٌ يَعفِيك 

ومَا عَرفنَا لَحدَ مَوطِنَكَ المُحتَرَم

 ‏كلُّ حُدُودِ بَنانِي تُشِيرُ إليكَ

 تُرِيدُ اللحَاقَ بِكَ

تَفُورُ على جَسَدِكَ المُنتَفِض

 بِغُبَارِ الزَّمَانِ الذي وَلَّى واندَثَر

لم يتبَقَ شَئٌِ إلا خَبَر حِبرِ مَأتَمِكَ

شُعبُ رئَتَيكَ الوَاسِعَة

 مَا زَالتْ بِكَ تَختَنِق

والحَناجِرُ مَا لفَظَت اسمِي

والسُّمُ الزُّعَافُ نَاقعٌ في صَوتِهَا

 ولا ذَكَرَتْ حَرفًا من خُلُودِنَا معًا

 في أروقَةِ رَصِيفِ سُكُونِ النِّسيَان

قرَارُ إعدَامِكَ بِمَوَاجِدِ مَواقِدِ الجَمر

مَا عَادَ مُحتَمَلًا بنفيٍّ أو صَبْر

 قد خَرجَ من مَقصَلَةِ الصَّلَاة 

وحِبرُكَ المَنزُوف هنَاكَ سَلفًا 

 بِطَي فَيرُوزِ عَقِيقِ الوِجدَان

 يَسرِي بِيُسرٍ ويَقتُلُ بالجَبرِ كُلَّ عُسْر

ويَنسَكِبُ من الدَّوَاة

 ‏مِن هُنَا المُبتَدَأ سَائِرٌ

ومِن هُنَا المُنتَهَى جَائِرٌ

 حِينَ كُنْتَ تَلهُو

مَعَ الحَمَامِ عِنْدَ السَّاقِيَة. 

...................................

السفير د/ معروف صلاح أحمد

 شاعر الفردوس، القاهرة، مصر. 

 ‏توثيق : وفاء بدارنة 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق