*** ضحية حرب ***
رابطة حلم القلم العربي
*** ضحية حرب ***
بقلم الشاعرة المتألقة : هيفاء اليوسف
*** ضحية حرب ***
الدرجات الاولى من الحافلة....كفيلة بأن تريه المقاعد الأمامية
....لتلتقي عيناهما وتتسرع ضربات قلبه..استعاد أنفاسه وهو يجلس
...لايفصل بينهما سوى ممر صغير
يسترق النظر بين الفينة والأخرى يبحث عن جمال قل نظيره
وما إن تلتقي العينان يغض كلاهما الطرف......
يحاول أن يزيح تلك الأفكار التي تراوده بقراءة المجلة التي في يده ولكن عبثاً يحاول.....
يستيقظ من شروده.....ويفكر ماذا سيفعل ليتقرب منها....ليشعرها بوجوده......
تناول قطعة من الحلوى.....تردد كثيراً قبل أن يقدمها لها
نظرت إليه نظرة إعجاب وكأنها تشكره ووضعتها في فمها ....
سرت سعادة غريبة في نفسه تنقلت في كل أرجاء جسمه المرتعش..
.لم يتكلم بل قابلها بابتسامة لطيفة.....
إنها الفتاة التي حلم بها ورسمها في مخيلته...جمال ....أدب....
رقة......خجل....
وجدتك ....أخيراً.....أنت من أبحث....أنت من خفق قلبي لها
انت من تلعثمت وأنا أكلمها.....
سأتبعك خطوة.....خطوة...وأعرف طريقك.....بيتك.....اطلبك...
من أهلك.....أقدم لك قلبي وروحي وكل ما أملك.
...استيقظ من أحلامه....على صوت السائق يقول لهم :
حمداً لله على سلامتكم جميعاً......
نزل من الحافلة....ووقف ينتظرها .....واحد ....اثنان.....ثلاثة..
لم تنزل بعد.....لماذا......؟
لم يبقى إلا هي....ماذا تفعل...هل أتجرأ وأسألها....
لحظات صعبة مرت...حسبها ساعات..... وفجأة وقف إلى جانبه
شاب ومعه كرسي متحرك...صعد الحافلة.....حملها بيديه...وضعها على الكرسي....
نظرت إليه....بعينين تملأهما الدموع......
وقف مذهولاً....صامتاً....يراقبها....وعجلات الكرسي تبعدها عنه رويداً.
.....رويدا.......حتى غابت عن العين
صرخ بأعلى صوته : لعنك الله أيتها الحرب ومضى.......
بقلم : هيفاء اليوسف
توثيق : وفاء بدارنة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق