*** ذكرى ***
رابطة حلم القلم العربي
*** ذكرى ***
بقلم الشاعر المتألق: دريد الراوي
*** ذكرى ***
هُنالكَ بُقعةٌ سَوداء تَحتَ عَيني
كُلما نَظرتُ الىغ المرآةِ تَغتالُني الذِكرى
كَيفَ أمسينا كَشتاءٍ دون مَطرْ
وأشجار بلا ورقْ
كيفَ أفسرُ ما بينكِ وبيني
كعلاقةِ الماءِ من دون ِ مَجرى؟
ليسَ كثيراً أن يكونَ رَحيلُكُ عَني
مأساوياً كما تعتقدينْ
فمنذُ سنينْ
فكلُّ من أحببتهم لم يتركوا سوى
خريف يا حبيبتي
لم يتركوا من أجسادهم سوى الجِلدّ والقِشر
سوى عُقدٍ سوداءَ واحدة ٍ تِلّو الأخرى
هكذا أصبحنا يا حبيبتي
باردينَ في مشاعرنا
مهزومينَ في دواخلنا
مُتنقلينَ من صِفرٍ إلى صِفر
فلمْ يمطر الشتاء منذُ زمنٍ
لم تدخلْ أجسادنا في الطين
ومآسينا
نغوصُ بها من قَعرٍ إلى قعر
حتى الشِعرّ يا حبيبتي
ما عدتُ أستطيعَ أن أقول لكِ الشِعرا
نَعيشُ الإدمان كُلّ يومٍ
ما عادتْ عيناكِ تُغريني
ولا عِطر Shalimar يُغريني
ولا سراويلكِ السَوداء ولا الحَمرا
حائرينَ في تَضخمِ الكلماتِ يا حبيبتي
فلا أنا الذينَ تعشقينهُ
ولا أنتِ التي أحبْ
تثلّجَ العُشبُ على صَدري
حتى العَصافيرُ على شُرفُتنا
لم تعدْ تأتي تَحملُّ لنا البُشرى ..!
والآن بَعدَ أن أمستْ عِلاقتُنا حَيّرى
ما رأيكِ أن نُنهي عٍلاقتُنا الحَيرى ؟
لماذا نَتركُ أرواحنا بينَ الزُجاجِ يا حبيبتي
ونحنُ قادرينَ على أن لا تأكلنا الحسرة
أني سَئمتُ تثلجُ الأعصاب يا سَيدتي ْ
ونومُ الدُخان على رئتي
سئمتُ من مَسكرتي
وانتحار الليلِ زفرةٌ تتلُوها زَفرا
أريدُ أن أخرجَ من مَساماتِ جَسدكِ
ومن قطعِ المكياجِ
أريدُ أن أخرجَ من هذا التَصحرِ في مشَاعِرنا
قبلَ أن تَقتلُني الصَحراء ؟
لا أريدَ أن أعيشَ الحُبّ ثانية
ونرجعُ إلى حالتنا ثانية
فما اغتال عُمري إلا بقايا الأحلام والذِكرى
بقلم : دريد الراوي
توثيق : وفاء بدارنة
التدقيق اللغوي: د. نجاح السرطاوي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق