*** بقايا. ***
النادي الملكي للأدب والسلام
*** بقايا. ***
بقلم الشاعر المتألق: د.وهيب عجمي
*** بقايا. ***
……..
هُمومُ الدَّهْرِ مِن عُمْري بَقايا
وقَدْ أمْسَتْ صباحاتي مَسايا
فسوسُ العُمْرِ يسكُنُ في عظامي
ويسرقُ في مساكَنَتي هنايا
ألملمُ ما تَبَقّى مِنْ سِنيِّ
عَساي أُرَمِّمَ الباقي عَسايا
أنا كُرَةٌ بِمَلْعَبِ مَنْ تَباروا
بِأهْدافٍ وَقَدْ سَرَقوا صِبايا
خَريفي ذِئبُ أوقاتٍ تلاشَتْ
وما برحَتْ تُنازِعُني المَنايا
وَإنّي في سجونِ الجهلِ أتْلو
كِتاباتي وأفكاري السَّبايا
رَحى الأَيّامِ تَفْتِكُ في ضُلوعي
وَتوغِلُ في الفؤادِ وفي الحَشايا
وَإنّي في الهَجيرِ عَدوُّ غَدْرٍ
قَبيحِ الوَجْهِ مَنْبوذِ المَزايا
قَضَيْتُ العُمْر أَبْحَثُ عَنْ وجودي
وما وَصَلَتْ إلى ذاتي خُطايا
تنَهَّدَ حَرْفُ آلامي بِآهٍ
وَأَودَعَ خَلْفَ آمالي مُنايا
أُعاني من حُروبٍ تَشْتَهيني
فَتُلْقي فَحْمَ وَجْهي في المَرايا
يموتُ أحِبَّتي وأريجُ روحي
فَأدفِنُهُمْ وَما مَيْتٌ سِوايا
تَحَطَّمَ سَقْفُ بَيْتي فَوْقَ رَأْسي
وَقَدْمالَتْ تُعانِقُني الزَّوايا
أأبكي في المنادِبِ مَوتَ أَهْلي
وَهَلْ في المَوْتِ يَنْفَعُني بُكايا
فَأَغْسِلُ بَعْضَ أشلائي بِدَمْعي
وَأرمي جِثَّتي بَيْنَ الضَّحايا
تناثرنا على طُرُقٍ شظايا
وَأُرْسِلْنا إلى أُمَمٍ هَدايا
دَمي نافورَةٌ تَسْقي جَبيني
فَأصْرُخُ يا دَمي أُكِلَتْ يَدايا
يُدَوِّنُ حِبْرُ قَلّبي في كِتابي
أساطيرَ المَجازِرِ في البَرايا
يُصَوِّرُ بَعْدَما احْتَرَقَتْ عُيوني
فَكَيْفَ لَوَ انَّهُ كَشَفَ الخَفايا
أنا عَيْنُ الكَرامَةِ وَالتَّسامي
أنا النَّجْمْ المُشْعشِعُ في سمايا
أنا طفلُ المَحَبَّةِ والتآخي
وَأَيْمُ الله أرْتَكِبُ الخَطايا
أنا أَهْوى الحياةَ على تُرابي
وما أَدْرَكْتُ في حُلُمي هَوايا
ثَرى لُبْنانَ يامَهْدَ انْتِمائي
هَوى قَلْبي وَأهْلي في ثَرايا
وَذَنْبي مَولِدي في غابِ وَحْشٍ
يُشَتِّتُني ويَحْرِمُني رُبايا
تَمادى في عَذاباتي جُنوناً
فَحاصَرَني وَمَزَّقني شظايا
وطاغوتٌ تَحَكَّم في مصيري
سَعَتْ بِعروقِهِ أفعى النَّوايا
فكَبَّلني بِحِقْدٍ مُسْتَفيضٍ
وَأَلْبَسني من الحُمّى رِدايا
فَأتْعَبَني وَأَشْقاني بِظُلْمٍ
وما لاقى لِتعذيبٍ عَدايا
فَصَبَّ الهَمَّ هَمَّاً فوْقَ هَمّي
مُضِنَّاً أَنَّها خارَتْ قِوايا
ولكنّي صَبَرْتُ عَلى جِراحي
وباتَتْ فيَّ تُنْهِضُني رؤايا
فتَنْتَفِضُ العواصِفُ في كَياني
تُبَدِّدُ في صَواعِقِها دُجايا
وكالفينيقِ يَبْعَثُني رَمادي
لأبلغَ في مُقاوَمَتي مَدايا
إذِ الرّاياتُ تَخفُقُ في الأعالي
بأعْراسِ انْتِصاري في عُلايا
وإنّي الحُرُّ في وطني عَزيزٌ
وما في القَلْبِ تنطقُهُ منايا
بِلادي الروحُ أفْديها بِروحي
وَأبْذُلُ في حمايَتِها دِمايا
الشاعر الدكتور وهيب عجمي
لبنان
توثيق: وفاء بدارنة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق