*** ركام السّنابل. ***
النادي الملكي للأدب والسلام
*** ركام السّنابل. ***
بقلم الشاعرة المتألقة: زهرة بن عزوز
*** ركام السّنابل. ***
إلى الّذي تاه في موكب السّنين الثّقال
كغيمةٍ تتراقص بين شمسٍ ومساء
إلى الّذي في كفّه ارتعاش السّماء
كأنّما يحمل جبالا من الأعباء
وفي لسانه احتبس السّؤال خوفا
من الإيذاء
كعصفورٍ محبوسٍ في قفصٍ من زجاج
يعاني من حياته العزلاء
إلى الّذي فرّ من نفسه
كسفينة تائهة في بحر لجيّ
يعانق أصقاع الأماني منتفضًا
يرقص على جمرٍ من لهيب مسرّج
بالشّعل والأضواء
مبلّل الخاطر، مهزوزًا
كشجرةٍ تتمايل في عاصفةٍ هوجاء.
يُضرمه الثّلج
تقذفه الموحشات بين الأرجاء
حرّان، حيران، حافيًا بين الطّلل
كأوراقٍ جافّة تتساقط في الخريف
يسحقه اليأس ويجلده سوط البلاء
مستنفرا يومه عن أمسه،
كظلٍ يتلاشى مع غروب الشّمس.
يرتعد من صوت العصافير
كأنّها نغماتٌ تعزف على وترٍ مكسور
في عينيه غشاوة تجمّد فيها الدّمع
بليلة قمراء
أهدي لك أغنيات الصَبر
مضطرمة باشتهاء أحلام الصّباح
كزهورٍ تتفتح دون أنداء
كأحلامٍ تتراقص تسدي طلائعها
أناملك البيضاء
وأنت تجثو للانتحار، عالقًا
بحبل النّجاة، كغريقٍ يتشبّث بالأمل
يسعى إلى مطمح أجزاؤه مبعثرة
كأحجيةٍ تحتاج إلى حلٍّ
تصبّها في حنقي بكلّي وكلّيتي
تريد أن تغيب في زحام الكبرياء،
أصغي لك وأنت تدندن
سارحًا بعيدًا بعيدًا
كأنّك نجمٌ يتلألأ في عتمة اللّيل
تلتمع على خطّ الاستواء
ساكنًا صامتًا
لا يكدّرك غيم الشّتاء
تقفز بين الأفكار
كقافلةٍ تسير في صحراءٍ قاحلة
تقرع أبواب السّماء
بلهيب السّناء
كشعلةٍ تتأجّج في قلب الظّلام
تقضم كالفئران فيافي الضّياع
تبكي وتبكي ثم تضحك
كأنّما تتلاعب بالمشاعر
ترتشف من سحابة الأسى
قهوةً مرّة المذاق، تتوفر
كأنّها سُمٌّ في كأسٍ من الأمل
والهناء
أصغي للرّيح وهي تعوي حولك
تلوي غصن الورد فيك
تعبث به
وشوشته عميقة يسكن فيها البال
كصدى يردّد صرخات الفراق
يحمل في جيوبه أصابع الرّجاء
غيمة ماطرة تمرّ بغتة فوقك
تسقي ما تبقى فيك من
ركام سنابل البقاء
بقلمي/زهرة بن عزوز
البلد/الجزائر
توثيق: وفاء بدارنة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق