*** فلسفةُ انتقام. ***
النادي الملكي للأدب والسلام
*** فلسفةُ انتقام. ***
بقلم الشاعر المتألق: سيد علي حميد عطاالله الجزائري
*** فلسفةُ انتقام. **
حزنٌ عميق!!!
وسطَ العواطفِ والشعور
ولقد تسربلَ مثلَ أخبيةِ
الشتاء
ألقيهِ أدفعُهُ
يظلُّ بمعصمي
فيعيدُ هيكلةَ
البناء
مثلَ القروحِ البارزات
أُلقي عليه مدامعًا حرّى
لم يشتهِ إلا
البقاء
وجمعتُ أوراقَ الخريفِ
التائهاتِ مع الرياح
كيما أدقَّ جذورَها
وأسلَّ من وصبٍ بها
هذا الدواء
لم أرعوِ من حزنِها
فدققتُ أرزاءَ الوصاب
فشربتُ إكسيرَ اكتئاب
لم تنفعِ العبراتُ
أمسحُها بمنديلي القديم
القلبُ في صدري
يحدِّثُني عن الذهابِ
إلى اليباب
أخذَ الفتوّةَ والشباب
إلى اليباب
في عتمةِ التفكيرِ
أفقدني الصواب
من يحتسي سمجَ المشاعرِ
حين يسقيهِ اختلاس
سيظلُّ ذاكَ الشرخُ في أصلِ الأساس
أرأيتَ في طرفِ المواجعِ؟!
حيثُ أكداسُ اليباس
حفرٌ كصاليةِ المتيهِ
تسيرُ من دونِ ارتياح
حفرٌ ستردمُها السنونُ
العابراتُ مع الرياح
وهناكَ تنسكبُ الهموم
على المواجعِ والجراح
شجنٌ تَخالطَ
في كؤوسِ الآهِ
في الماءِ القراح
سفنٌ تسيرُ
بغمرةِ الفلواتِ
في اللجِّ العميق
خلفَ السفاسفِ
والنفائسِ
راكضونَ على الطريق
مازالتِ الأبصارُ
يرهقُها البريق
متلاطمونَ بعتمةِ الديجورِ
في حَلَكِ الظلام
الناسُ تلبسُ
كسوةَ الحربِ الرهيبةِ
لا السلام
الناسُ لم تقرأ هنالكَ في المدارسِ غيرَ فلسفةِ انتقام
الناسُ لم تلبس
كحكّامِ الجماجمِ
جبةً فيها حرير
الكلُّ يحسبُ نفسَهُ وسطَ المعرّةِ كالأسير
الكلُّ لا يدري
بقافلةِ الحياةِ لمن تسير
الطعم في فيهِ الرعيةِ والزهور
مرٌّ كعلقمةِ اللهيب
الكلُّ يقبعُ نائمًا
مترنّحًا مثلَ السكارى
عند قافلةِ الطبيب
حتى الرضيعُ
يظنُّ في كنفِ الأمومةِ
بالغريب
حتّامَ نعتمرُ الدموعَ
ونظنُّ أنا في ابتساماتٍ
وعيد؟!
حتّام نهربُ؟!
لم نرد فهمَ الوعيد
حتّامَ سقفُ الحاكمينَ لآلئٌ؟!
وسقوفُ جمهرةِ الرعيةِ
من جريد
ومتى ستنتفضُ البطونُ الجائعاتُ
على التخضّعِ والرضوخ؟!
ومتى ستهتمُّ الرعيةُ؟
كي تعالجَ كلَّ انواعِ الشروخ
ومتى تبدِّلُ حالَها؟!
وتثورُ في وجهِ المسوخ
حتى الحياةُ
من التذلُّلِ في انزعاج
فمتى يُكسَّرُ
ذلك الوهمُ المزيّفُ
والزجاج؟
ومتى سنشربُ
جرعةَ الماءِ النقيِّ
بلا أُجاج؟
قد علّمونا في المدارسِ
أنَّ ذئبَ الشرِّ يلتهمُ
العجوز
ما علّمونا عن ذئاب الإنسِ تلتهمُ الرموز
ما علّموا صبيانَنا وبناتِنا
إلا الطلاقَ والخُلعَ
أو حكمَ النشوز
ما علّمونا
كيفَ تُحترمُ العقولُ
لا العقال
فمن المُحالِ قد علّمونا
أن نكونَ من المُحال
نشروا الجهالةَ بالقراءةِ
والخبال
أمسى التواصلُ بيننا
رمزَ التفاهةِ والهبوط
لم نقرأ المعنى
ونفهمْ كلَّ ما فوقَ
الخطوط
كفنٌ لأمّتِنا المريضةِ
والحنوط
سنظلُّ نندبُها
وونندبُ حالَنا
فرقابُنا أمست بأذرعةٍ
ومرمى الأُخطبوط
بقلم سيد حميد عطاالله الجزائري
توثيق: وفاء بدارنة
التدقيق اللغوي: أمل عطية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق