(خير الخلق قدوتنا)
النادي الملكي للأدب والسلام
(خير الخلق قدوتنا)
بقلم الشاعر المتألق: جاسم الطائي
(خير الخلق قدوتنا)
ناجِ الليالي فرسمَ الدارِ بالعلمِ
وانثرْ من الحرفِ ما يندى من الألمِ
وابسطْ على السطرِ مما يعتري قلماً
أبلى وللجرحِ آهاتٌ على سقمِ
يسري البسيط بسيطا في مقاطعها
رويُّها الميمُ سيفٌ غيرُ منثلمِ
تقطعُ القلبَ أشلاءً مبعثرةً
وتَحطِبُ الروحَ يا قلبَ الخليلِ نَمِ
وأنتَ أنتَ وركبٌ بانَ في عجلٍ
إلامَ تُنكرُ ما يبدو كما الوشَمِ
آثارُه دارساتٌ لا جميلَ لها
على التذكُّرِ غيرَ العيِّ والصممِ
رصٌّ فَرَضٌّ فأيامُ الصفا عَرَضٌ
فشدَّ أزرَكَ واطفئْ حُرقةَ النَّدمِ
واتركْ صبابةَ أيامِ الصبا فَلَها
من المرارةِ كأسٌ أترِعَت لِفَمِ
واترك لسمّاركَ الدنيا وبهجتها
فليس مثلك من يحيا على الرِّممِ
هذي الجوارحُ تعيا في تقلُّبِها
بين العشيِّ وشِقِّ الفجرِ بالحُلُمِ
فازهدْ فإن ربيع العمرِ مرتحلٌ
وجَهِّزِ الرّحلَ مِن فعلٍ ومِن كَلِمِ
وطهر النفس مما قد تنوءُ به
من الإثامِ وللأخلاق فاحتكمِ
وخُذْ من الذكر آياً تستنيرُ بها
قرآنهُ الحقُّ منجاةٌ لمعتصمِ
فان عزمْتَ فخيرُ الخَلقِ قدوتُنا
ومنبعُ النورِ في هولٍ من الظُلَمِ
شفيعُنا عند ربِّ العرشِ كرَّمَهُ
دونَ البريةِ من خَلقٍ ومن شِيمِ
شَدَّ الرحالَ بإيمانٍ محجَّتُهُ
إلى المدينةِ يسعى واثقَ القَدمِ
- يا صاحبَ الغارِ لا تحزن لوحشتِنا
يُظِلُّنا الله في فيضٍ من النِعَمِ
-أرسى دعائمَ دين الحقِّ فانطلقتْ
جحافلُ الفتح يا بركانُ فاحتدمِ
فحاطه القومُ من هدي الإله لهم
كأن أشتاتهم جندٌ كما الحممِ
أمرٌ من الله إيذانٌ بنصرتهِ
بفتية آمنوا إذما الوطيسُ حَمِي
قد قادها مخلصاً لله شِرعَتُهُ
وجاوزَ الحدَّ في عدلٍ وفي شممِ
بفتحِ مكةَ أَمَّ الناسَ كلَّهمُ
وأبلغَ الأمرَ يا تَعساً لذي صممِ
ولا يزالُ لهُ فينا بسنَّتهِ
فوزٌ وقد خابَ من أبلى على لَممِ
--------------
بقلم : جاسم الطائي
توثيق: وفاء بدارنة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق