الثلاثاء، 10 سبتمبر 2024


بين رحيل وترحيل

النادي الملكي للأدب والسلام 

بين رحيل وترحيل

بقلم الشاعرة المتألقة: فاطمة البلطجي 

بين رحيل وترحيل

ما أخر الأنباء؟

هل أعلنوا الحرب؟


هل سيقصفون بطائراتهم

والوضع سيتغيّر؟ 


سأَلَته والقلق يساورها

فأجاب وهو يناورها


لما عن الأنباء تسألين

وهل ستقاتلين؟


أم في ملجأ

ستختبئين؟


قالت أمِن سؤالي 

 تسخر؟ 


لا هذا ولا ذاك

لن أتقدم ولن أتقهقر


كل ما في الأمر

أني سأعدّ حقائب السفر


لقد مللت الوعود

بالعودة لوطني ليس أكثر


سأغادر حيث عدوّي

يريدني هناك في المهجر


حيث سأنشغل بأشياء

تعيق  تفكيري فأخسر


إنتظار حلّ يجعلني

بعيدة عن ما هو أخطر


لن أكون أم الشهيد

ولا بغضبي أتفجّر


لن أتابع التلفاز ولا عناوين 

فهمها علي يتعذّر


ولن أقطف الزيتون

ولن أعصر العنب الأصفر


سأغمض عيني

كمن لا يسمع ولا ينهر


لن يُقبض عليّ أسيرة

ولن يُفتح لي محضر


سأتكلم غير العربية

ربما لغتين أو أكثر


سأذهب الى الحديقة

وأجلس كصنمٍ قلبه تحجّر


هل أنتظر حرباً

إتُّفِق عليها من قبل وتحضّر


وأجلس أسمع البكاء

وأمهات ثكالى تتحسّر


لست مسالمة ولا مستسلمة

ولكن بما تعلّمت أتأثّر


يهتفون ويدفعون أطفالاً

ورجالاً كالحبق تتخدّر


بمعانٍ سامية عن الشهادة

عن جنّة فيها لهم بيوتاً تتعمّر


وبعد رحيلهم ندرك اللعبة

التي ساوموا بها عليهم تتزهّر


وعلناً يتسابقون على نصر

ليس فيه غير المواطن يخسر


هل بدأت الحرب؟ 

قل لي قبلها كي أتجهّز وأتحضّر


لست كارهة لوطن 

أتوق اليه فأراه بأم عيني يتبعثر


والقتلى منهم من هم في الميدان

ومنهم بغطاء الطاولة يتستّر


وجهان لعملة جعلوا منا تجارة

ربحها لهم ونحن الخاسر الأكبر

فاطمة البلطجي

لبنان /صيدا

توثيق: وفاء بدارنة 

التدقيق اللغوي: أمل عطية 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق