السبت، 1 يونيو 2024


***  ندَم ُ الإله. ***

النادي الملكي للأدب والسلام 

*** ندَم ُ الإله. ***

بقلم الشاعر المتألق: حكمت نايف خولي 

***  ندَم ُ الإله. ***

أنا شـاعـِر ٌ

وعلى رُمُـوش ِ اللـَّيل ِ

أعْـزُف ُ لحْن َ عُشـَّاق ِ الظـَّلام ْ

وعلى جَبين ِ الكـَوْن ِ

ترْسُم ُ ريشَـتي ُصوَر َ السَّقام ْ

عَـبـَث ُ الحَياة ِ يَلوح ُ في الأفـُق ِ الخَضيب ْ

تتـَراقـَص ُ الأحْزان ُ فيه ِمَعَ انـْشِراحات ِ الشـَّباب ْ

وَتغيب ُ في العَدَم ِ الأكيد ْ

عدَم ٌ يُلمْلِم ُ من ِخضَم ِّ اللاَّوُجود ْ

بعْضا ً مِنَ الأقـْذار ِ يلـْفـُظـُها القـَدَرْ

فإذا هِيَ نتـَف ٌ نسَمـِّيها بَشـَر ْ

وأروح ُ أبْحَث ُ في الوُجود ْ

عن سِر ِّ أسْرار ِ الوُجود ْ

عن خالق ِ الإنـْسان ِ عن مَعْـنى الحَياة ْ

عن مُبـْدع ِ الأكوان ِ عن سـِر ِّ المَـمات ْ

فإذا أنا روح ٌتحلـِّق ُ في السَّماء ْ

في عالم ٍ لا مَوْت َ فيه ولا فناء ْ

لابـُؤس َ فيه ولا شقاء ْ

لا سِرَّ فيه ولا خفاءْ

ومَضَيت ُ أبْحَث ُعن إله ِالكون ِ عن َرب ِّ الخـُلود ْ

وسألت ُ أبناء َ السَّـما كـُل َّ الجُّـنود ْ

فبـَكوا وناحوا ثم َّ قالوا لن يَعود ْ

ذهَب َ الإله ُ وَلن يَعود ْ

فمَشـَيـت ُ أبْحَث ُ في البراري والقـِفار ْ

وأسائـِل ُ الظـَّلـْماء َحيناً والنـَّهار ْ

حَتـَّى لقـَيتـُهُ شاردا ً يَـبْـغي الفـَرار ْ

نادَيْـتـُه ُ يا رَب ُّ كيفَ ترَكـْتـَنا

في عالم ٍ مَجْنون يَـبْـغي الانـْتِحار ْ

الظـُّلـْم ُ فيه ِ مُقـَد َّس ٌ والعَدْ ل ُ عار ْ

والشـَّر ُّ فيه ِمُمَجَّد ٌ

والخـَيـْر ُ مَكـْسور َ الجـَّناح ْ

والفِسْق ُ أمْسى َسـيِّدا ً

والطـُّهْرُ أَضْحى ُمسْتـَباح ْ

ربَّاه ُ كيفَ ترَكـْتـَنا نجْتـَر ُّ آلام َ الجـِّراح ْ ؟

ــــــــ

فإذا الدُّموع ُ تسيل ُمن عَينيه ِ نـا

را ًتحْرُق ُالخدَّين ِوالوَجْه َالمُضاء ْ

ألـَم ُالنـَّدامَة ِ قد َتفـَجَّرَ عـاصـفـا ً

فتـَصَـدَّعَتْ أرْكانُ أعْمِدَة ِ السَّماء ْ

وسَمِعْت ُ صَوتا ًهادِرا ً مُتـَأوِّها ً

لـَفـَحَ الوجودَ أنينـُهُ وصدى ُبـكاءْ

آهاتُ روحِ مُعَـذ َّب ٍ وَنـدامَــة ٌ

وَنشيج ُ َقلـْب ِمُنازع ٍعَـشِقَ الفناء ْ

يا كوْنُ عَفـْوكَ فالذنوبُ كبيرة ٌ

وَندامَـتي َقطـَعَتْ أحابيلَ الـرَّجـاء ْ

يا لـَيتـَني ما كنتُ يوْمَ تفـتـَّقـَتْ

في خاطِري ُرؤيا ابن ِآدَمَ في الخفاءْ

وأطعْـت ُإبـْليسا ًوما جاهَـدْتـُـه ُ

قـدْ كانَ أحْكـَمَ بالدَّهـاء ِ وبالذَّ كاء ْ

قد أفـْسَدَ الإنـْسان ُكـُلَّ خَلـيقـَتي

وَطغتْ دياجيرُ الشـُّرور ِعلى السَّناءْ

وَتشوَّهَـتْ صُوَرُ الألوهَة ِغِـلـَّة ً

وَتمازَجَ الخِـسُّ الدَّنيءُ مع الـنـَّقاء

آهِ ابنِ آدمَ لـو َفـقـَدْتُ رُبـوبـَتي

وأطـَعْـتُ إبـْلـيسا ً ولاحَـلَّ القـَضاء ْ

بقلم : حكمت نايف خولي

توثيق: وفاء بدارنة 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق