الاثنين، 24 يونيو 2024


*** شارع المتنبي ***

النادي الملكي للأدب والسلام 

*** شارع المتنبي ***

بقلم الكاتبة اامتالقة : مها حيدر 

*** شارع المتنبي ***

حط الطائر المهاجر على

 أحد الجسور فوق نهر دجلة ، مستمتعاً بالمناظر الخلابة وهواء بغداد العذب ، نظر متأملًا ( ساعة القشلة ) وجمال المكان قربها ، شاهد أمامه تمثالًا شامخًا بالقرب من شاطئ النهر ، طار بالقرب منه ليعرف من هوَ .

قال الطائر : من أنت ؟

فرد التمثال بلسان فصيح : ألم تعرفني أيها الطائر الجميل ؟! انا الشاعر العربي أبو الطيب المتنبي

قال الطائر مبتهجًا : أنت الذي قلت :

أنا الذي نظرَ الأعمى إلى أدبي

وأسمعتْ كلماتي من بهِ صممُ

الخيلُ والليلُ والبيداءُ تعرفني

والسيفُ والرمحُ والقرطاسُ والقلمُ

فرد مبتسمًا: نعم ، أنا الذي كتبتها

قال الطائر : لماذا أنت هنا يا شاعرنا الكبير ؟

رد بثقة وتفاؤل : أنا هنا لكي أضل رمزًا للشعر والثقافة والأدب ، فهذا هو المكان الذي يحبه ويجتمع فيه جميع المثقفين .

غادر الطائر مودعًا المتنبي وهو معجبا بشخصيته الأدبية الرائعة ، والتي أحبها البغداديون وأطلقوا تسمية

 ( شارع المتنبي ) على أهم مكان يعنى بالثقافة والأدب في بغداد .

عندما كان الطائر يتجول في شارع المتنبي رأى مجموعة من الرسامات الصغيرات يحملن لوحات جميلة رسمت بدقة وعناية ، وهن يتشاجرن ، كل واحدة منهن تقول للأخرى : أنا رسمتي أحلى وأفضل.

قال الطائر لهن : يكفي … لا تتشاجرن ، جميع ما رسمتن مبهر ويدعو للفخر ، أنتن مبدعات ، وكل واحدة قد رسمت لوحة رائعة ولها معنىً جميل للغاية ، كل الثقافات والفنون رائعة في بلدي  .

ابتسمت الفتيات وشعرن بالرضا والسرور ، وتبادلن القبلات بمحبة وود ، وعلا صوت الضحك وهو يملأ المكان بالسعادة والفرح .

حلق الطائر عاليًا وهو مبتسم قائلا : لا تتشاجروا 

يا أصدقاء ، أحبوا بعضكم البعض ، فإن الحياة لن تعود مرة أخرى .

مها حيدر

من مجموعتي القصصية

 ( الطائر المهاجر )

توثيق: وفاء بدارنة 

التدقيق اللغوي: أمل عطية 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق