الأحد، 21 أبريل 2024


لا تَرغَبُ  في الإختِلاط

النادي الملكي للأدب والسلام 

لا تَرغَبُ في الإختِلاط

بقلم الشاعر المتألق: عبد الكريم الصوفي 

(  لا تَرغَبُ  في الإختِلاط  )

رَسَمَت في الخَيالِ فارِساً إلَيهِ تَنتَسِبُ 

كَم تَهيمُ بِهِ …  تَحتَمي في طَيفِهِ أو مِنهُ تَقتَرِبُ

تُخاطِبُ روحَهُ  في عالَمٍ من وَهمِها 

أو تُناجي  رَسمَهُ  بَينَ اليَدَين يُسكَبُ 

حيناً تُضاحِكُهُ  ..  أو تُمازِحَهُ   تَدنو لَهُ حيناً وتَقتَرِبُ 

في بَعضِ حينٍ تُأنِبُهُ .يا بِئسَهُ  …  يَغضَبُ 

يُقَطِّبُ جَبينَهُ حانِقاً  ...  فَتَشهَقُ في حِضنِهِ وتَنحَبُ

في عالَمِ من وَهمِها دَرَجَت 

عَزَلَت نَفسَها …  يا بِئسَها الحُجُبُ 

رَفَضَت كُلَّ راغِبٍ بِها 

إن لَم يُطابِق صورَةَ الفارِسِ ... أو منها يَقتَرِبُ 

كَيفَ يَعرِفونَ ما تُريدُ  ... أو هِيَ تَرغَبُ ؟ 

هَل يُعقَلُ مِن خَيالِها لِعِندِهِم  ... وفي لَمحَةٍ يَثِبُ  ?

مَن يَجعَلُ  غادَةً مِن وَهمِها  تُسحَبُ ?

مِن حلمِها الوَرديّ  يوقظها  ... لِلواقِعِ تُجذَبُ

عالِمٌ بالنَفسِ جاءَها قائِلاً  : أنا  أُعالِجُها ... ولَها أُطَبٌِبُ

بالعِلمِ  والحِكمَةِ…  رُبٌَما  لِوَهمِها أغلُبُ

شَهرُُ مَضى كامِلاً  ...  يَختَلي بِها يُعالِجها  يَتعَبُ

 من بَعدِهِ خَرَجَ من عِندها …  يُرَدِّدُ  قَولَها 

(في خَيالي غادَةٌ  كَيفَ  أبدِلها)  ...  بِواقِعٍ أوشَكَ يُجدِبً ؟

تاهَ في الطُرُقات  ...  لِحَظٌِهِ يَندُبُ

يا وَيحَهُ  قَد جاءَ يُخرِجُها  من عِزلَةٍ

فأدخَلَته  حِزبَها  ...  فَغَدا لِجَوٌِها يُجذَبُ

داءُ  ( الفِصامِ ) ريحُهُ  عاصِفُُ لِلحِكمَةِ  يَضرُبُ

وكُلٌُ مَن تُصيبُهُ  تَنتَهي بِهِ الحَياةُ تُقلَبُ

فالفارِسُ تَظُنٌُهُ  ( هِتلَراً )  

وذاكَ كالأنبِياء  ...  توحى لَهُ الكُتُبُ

وآخَرُ في( الغُيوبِ ) يَدَّعي عِلمَها ...  كُشِفَت لِعَقلِهِ الحُجُبُ

وثالِثُُ  في الجَمالِ لا مَثيلَ لَهُ  ... كُسِرَت بَعدَهُ القَوالِبُ

عَزَلَت روحَها  من وَهمِها  تَستَلهِمُ

ما أصعَبَ عَيشَها  في عِزلَةِ بَيتِها  عن الحَياةِ تُضرِبُ

في وَهمِها الواقِعُ  يَنضَحُ  بالسُموم  تُعطِبُ

والوَهمُ  في عَيشِها  ...  كَم تَراهُ الأنسَبُ

إن شَفٌَتِ النَفسُ عن حَدٌِها  ... في يومِنا  ...  في كُلٌِ ثانيَةٍ تُصلَبُ

بقلمي المحامي  عبد الكريم الصوفي

اللاذقية     .....     سورية

توثيق: وفاء بدارنة 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق