الأربعاء، 24 أبريل 2024


***  ذنبٌ منْ.  ***

النادي الملكي للأدب والسلام 

*** ذنبٌ منْ. ***

بقلم الشاعر المتألق: نصير الحسيني 

***  ذنبٌ منْ.  ***

في دفاترِ الحضورِ سجل حافلٌ

ما انتهى دفترُ إلَّا واسمُهَا محفُورٌ

يكتبُ بحبرٍ أَحمرَ قانٍ إنْ تراهُ عيونُ

ذئابُ ليلٍ شرهةٌ ويكثرُ الفجورُ

هي بينَ الفاتناتِ فتنةٌ ساحرَةٌ

وبينَ الرجالِ كلُّ بجمالها مسحُورٌ

سقطاتٌ عدَّها الزمنُ بكتابٍ

أولهُ حرفٌ وآخرهُ ذنبُ ذِئبٍ مبتورٌ

تلاقفتها يدُ شيطانٍ تلاقفَ كرةً

يلعبُها أَطفالًا يقودهُمْ متنمّرٌ مغرورٌ

شبعَ بيانها الغضُّ ركلًا بكلِّ جنبٍ

مَزَّقُوهَا وَالدَّمْعُ مِنْ عَيْنَيْهَا مَهْدُورٌ

حاربتْ أَلسُنًا وأَخفتْ دموعًا

بِاسمةِ المحيا والقلبُ واجمٌ مقبُورٌ

أَقفلَتْ علَيهِ بأَلفِ قفْلٍ صدئٍ كرِهَا

بالرّجالِ وأَنفاسهِمُ الملُوثةِ خُمُورٌ

ذات صباحٍ نديٍّ على غيرِ عادتِهَا

لمحتهُ والرُّوحُ خاوِيةٌ والقلبُ معصُورٌ

صورة باهتةُ أَلوانها مقطوعةُ الطَّرَفِ

أَوقدتْ جذْوةَ ذكرَى حُبها الْمهدُورِ

ذاكَ الذي وعودهُ كانتْ كلَّ ملاذٍ لها

تاه بلج بحرٍ سادِرٍ كلُّ منْ ركِبهُ مغدُورٌ

ترقرقتْ عيونُ العسلِ المختومِ

ينزلُ منها قهرًا الْفتهُ ما تفعلُهُ محظُورٌ

كلُّ ما فيها تجارةٌ تباعُ لمنْ يدفَعُ

سلْعةٌ فقرُ حالٍ باعها مزادٌ محظُورٌ

ذنبٌ منْ ذنبِها ناختْ لقدرٍ أحمق

أمْ أنَّ الأَرضَ عدلُهَا مقبُورٌ

أمْ منْ خانَ العهُودَ ورحلَ بعِيدًا

رحلةٌ كانتْ نهايتُها القبُورُ

تمَنى النفْسُ أنهَا بكابُوسٍ سيصلِحُ

الوغدُ الَّذي أَجلسها كرسيهُ الْمكسورُ

بقلم : نصير الحسيني

توثيق: وفاء بدارنة 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق