الثلاثاء، 24 أكتوبر 2023


*** ذاكرة المرايا. ***

النادي الملكي للأدب والسلام 

*** ذاكرة المرايا. ***

بقلم الشاعر المتألق: بنيامين حيدر 

*** ذاكرة المرايا. ***

اه أيّتها الذّاكرة! 

ألم يحن موعدُ نوم النّسيان؟!

وموعد الأحلام العذبة؟!

قبل أن يفوتَ الأوان،

 وقبل ولادة النّهار؟!

آه أيّتها الذّاكرة!

محاصرٌ أنا 

في جوف الوحدة

منسيٌّ خلف صمتك

 وآلامي الخالدة

وأحلامي القديمة...

سجينُ الكآبة ...

آه منك أيّتها الذّاكرة

وحيدٌ أنا، غريب تائه...

لا ينتظرني أحد

ولا يبحث عنّي أحد

كالنّغمة الحزينة.. 

الشّاردة المسكينة

كطائر عائد من هجرته .

.. هزيلا

متعبا منسيّا 

كورقة شجرة عارية ... 

ترتجف وتتساقط مع أوّل زوبعة خريفيّة 

غاضبة مرثية...

آه أيّتها الذّاكرة !

كم كنت أخاطب صمتك

كم كنت ألوذ بصمتك 

أحلّق فيه ...

 أرفرف كالفراشة باحثًا عن مفرداتي .. 

وعن لحظاتي

 وذكرياتي 

قاتمة

 كانت أم ورديّة 

آه أيّتها الذاكرة!

كم بحثت فيك عنّي وقد أضعتُ أنايَ منّي 

كم أهديتك 

من كلماتي 

واشتكت حروفي سبات صمتك 

وولّت غاضبة..

يا غربة الرّوح أنتِ

مَن منّا قادرٌ على الصّمت الأطول ؟

أحقا، أحقّا سينتصر ؟

فهيّا ،

 هيّا يا قلبي ،

 فلتخلد إلى النّوم 

ولتمضِ 

مستسلمًا لصنع الأمس

وما يصنعه الغد الجديد

لربّما لربما

 تبتهج سماؤك الحزينة

وتزول الكآبة الحزينة

ويولد الرّبيع من جديد 

فنحن محكومون بالأمل!

     بقلمي بنيامين حيدر

توثيق: وفاء بدارنة 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق