*** الشراع ***
النادي الملكي للأدب والسلام
*** الشراع ***
بقلم الشاعر المتألق: عبد الكريم الصوفي
*** الشراع ***
قالَت ... يا فارِسي أينَ يأخُذُنا هذا الشِراع ?
والأرض كُلَّ الأرضِ أرهَقَها الصِراع
بَعضُ حَقٍّ يُشتَرى ... ها هُنا
وآخَرُُ في السوق ها هُناكَ يُباع
هَل نَستَطيعُ العَيشَ في طَبعِ الرُعاع ?
أجابَها الفارِسُ ... يا غادَتي ... لم يَزَل في الكَونِ بعضُُ مِنَ الإتٌِساع
دَعي الزَورَقَ يَمخُرُ ويَبعُدُ عَن مَراتِعِ الضِباع
لَوِّحي بِيَدَيكِ رَدٌِدي ... يا ديرَتي لَكِ الوَداع
قَد أرهَقَت أرواحَنا تِلكُمُ الأوجاع
قُتِلَت أحلامُنا… وعُمرُنا كالهَباءِ ضاع
مَن يَستَطيعُ لهُ إرتِجاع ?
وهَبٌَتِ الرِياحُ منَ الجَنوب ... يَنطَلِقُ لِلشَمالِ الشِراع
لِتِلكُمُ الشَواطِئُ البَعيدة ... يا لَها تِلكُمُ الأصقاع
فالدِيارُ هُناكَ قد تَكون فَريدَةً وسَعيدَة …
لاحَت لَنا في أفقِنا جَزيرَةُُ غَريبَةُُ تُرقَبُ
رسا على شَواطِئها المَركَبُ
نَزَلَ العاشِقان ... في الشاطِئِ يَلعَبان ... في بَهجَةٍ وأمان
يَحسَبانِ أنٌَهُما في الجِنان … وأنٌَ في إنتِظارِهما الخازِنُ ( رَضوان )
لَم تَمضِ إلٌَا ساعَةً ... وإثنَينِ من ( خَفَرِ السَواحِلِ ) يَقدُمان
طَلَبا مِنهما ... يا وَيحَ أُمِهِما ( الجَوازان )
تَلَعثَمَ العاشِقان يَبكِيان ... إنَّنا لاجِئان
صَرَخا فيهِما ... هَيَّا إرجِعا يا أيٌُها القِردان
فالجَزيرَةُ مُخَصٌَصَةُُ لِمَعشَرِ الغِزلان ... وما بِها إنسان
عادَ الشِراعُ أدراجَهُ إلى الجَنوب ... مُثقَلاً بالكروب
تَمتَمَ الفارِسُ لِلغادَةِ قائِلا ...
يا حُبٌِيَ الأبَدي ... ضاقتَ بِنا من حَولِنا البُلدان
فَإسمَعي يا حُلوَتي نَصيحَتي ... هَيٌَا بِنا نُغادِر هذا المَكان
من غَيرِ أوطانِنا … ما لَنا أوطان
بقلمي المحامي. عبد الكريم الصوفي
اللاذقية. ….. سورية
توثيق: وفاء بدارنة
التدقيق اللغوي: أمل عطية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق