*** حـــوارٌ قــدسيٌّ ***
النادي الملكي للأدب والسلام
*** حـــوارٌ قــدسيٌّ ***
بقلم الشاعر المتألق: خيرات حمزة إبراهيم
*** حـــوارٌ قــدسيٌّ ***
( بين شهيدٍ وأمهِ )
( على أشجان البسيط )
قالت له :
قد كنتُ أرغبُ أن أهديكَ من كبدي
طهرَ الـجلالِ الَّــذي أفضى لكَ العبَقا
وكـنتُ أشــهقُ أن أشـــتمَّ من كفــنٍ
بَخُّـورَ جـرحٍ سقى من عطرهِ الحبَقا
أُهديكَ روحي ونورُ الشَّمسِ ساطعةٌ
فامسكْ بهـا شهبًا من وهـجها انفتَقا
أم زهــرَ عمــري وما للعمـر من ثمــنٍ
طـافَ الـرِّثاءُ وفي صــدرِ الخلودِ بَقا
كيفَ المَصابُ يــزجُّ القلبَ في وجـعٍ
والـرُّوحُ تبكي الفراقَ السَّاكنَ الحدَقا
هـــلْ ألتقيـكَ بذاكَ القــلبِ يرأفُ بي
والصَّـــدرُ يرصـــدُ أحـــزانًا ومُنغــلَقا
أمْ ألتقيـكَ بشـوقِ النَّفــسِ في أمــلٍ
جنَّـاتُ عـدْنٍ لمنْ ضحَّى ومن صـدَقا
لكــــنَّ حكمتــهُ الأسـمى بهـــا أجـــلٌ
قـد لامسـت خافقي بالطُّهـــرِ فانفلقا
واحســـرتاهُ لمــن بالـــدَّهرِ زادَ أسـىً
قلـــبٌ يباسٌ رَمتـــهُ النَّــارُ فاحتــرقا
مجـــدٌ تـزيَّنَ بالهامــاتِ طـــــافَ بهـا
وصـــرخةٌ مـزَّقتْ أفــــراحَ مــن رتَقا
لـكَ الخلــــودُ ونحــلُ الـــزَّهرِ ينثــرهُ
والخـزيُ شـوكٌ لمن بالحـقدِ قـد نطقَا
قال لها : ( على هدير الكامل )
أمِّــي ويا ســـكنَ النَّعيـــمِ بخـافـقي
غصـــنٌ تضــــوَّعَ بالنـــدى يتــــورَّقُ
فيضٌ ويا خيــــرَ السَّنــــابلِ تنـحني
منــكِ السَّـــخاءُ بكــلِّ طهــرٍ يُخــلَقُ
أمِّـــي ويــا ريحــــانةً يـــرقى بــــها
عطــــرٌ سمـــاويٌّ يفــــوحُ ويَعبَـــــقُ
مابــالُ جـــرحي يستفيـــــقُ بنــزفهِ
والشـَّوقُ صـافـحَ كـلَّ حضـنٍ يشهَقُ
أمــاهُ كـم عانــيتُ من ظــلمِ الــورى
حقــدًا يـــروِّعُ بالقـــلوبِ ويصـــعَقُ
ماشـاقَ أمِّـــي والــــــنَّبيُّ بصبــــرها
قــد لامسـتْ نزفــي بـدمــعٍ يصـدَقُ
أمَّــاهُ يا نبــــــعَ الحنيـــــنِ بطـــــهرهِ
قلبُ الهـــدى والخيـــرُ فيضٌ أعمَــقُ
دَمــنا الــــذَّكيُّ بـرى عهــــودًا يستقي
طهــــرَ التُّـــــرابِ ومـــن بــهِ يتـرفَّقُ
كَــذبَ الطغــاةُ بمـا هَــــذوا وتشدَّقوا
عــــارٌ يطــــالُ بمـــا رجــوهُ وأخفَقوا
وطــنٌ وقــد فــاضَ الجَّــلالُ بأهـــلهِ
مــربى الــرِّجالِ وللشَّـــهادةِ نعشـَـــقُ
تــَبني البــــلادُ وبالكفـــاحِ حضــــارةً
نبــل الفــدا من بالنُّفـــوسِ تصــدَّقوا
بقلم خيرات حمزة إبراهيم
٢٩ / ١١ / ٢٠٢٢
ســـــوريـــــــــــــــــة
توثيق: وفاء بدارنة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق