أُيّها القَادح في شرعةِ الحُبْ
النادي الملكي للأدب والسلام
أُيّها القَادح في شرعةِ الحُبْ
بقلم الشاعر المتألق: د.عبد العزيز الرميلي النعمي
أُيّها القَادح في شرعةِ الحُبْ
تُرى.... أيملكُ مخلوقٌ نبضَ قلبِه، ليختارَ رتمَه بعقلِه، فينظمهُ هادءاً مطمئناً، و لحناً شجياً نديا؟
أم يملكُ دفقَ مشاعرِه، ليختارَ جدولَه الذي يسري فيه؟ و فيضَه الذي يجري عليه؟
أليسَ عجيباً ألا يملكَ المرءُ اختيارَ سببِ و موعدِ خفقانِ قلبِه؟!
أم تراهُ يملكُ ذلك؟ لكن يُضيعُ مفتاحَه و خطامَه؟ أو يختارُ إرخاء زمامِه؟
أيلومُ المرء قلبّه إن اضطربَ لطارقٍ أمّ بابَه، و اتخذَه عرشاً يملكُ حكمَهُ و نصابَه؟
أم يلومُ ذاك الغازي بسلاحٍ لم يكن للقلبِ إلا أن يفتحَ له أبوابه؟ و يُسلمَ له أمرَهُ و قيادَه؟
عجيبٌ أمرك أنت يا من سخرتَ من أحوالِ المحبّين، و سفّهتَ دهراً أحلامَهم و عقولَهم
أترى أصابتك لعنتُهم، أم سدّدَ القدرُ سهمَه ليُصليَك سعيرَهم؟ و يذيقكَ صنوفاً من ألوانِ جنونِهم و هيامهم؟
ذقْ أيّها القادحُ في شِرعةِ الحبّ، و تجرّع حلوَه و مرّه، و علقمَه و صابَه
ثم اطلب لك منه انعتاقاً و خلاصا، أو فراراً و فكاكا
أتراك تسطيع ذلك؟!
إذن فامنح منه جرعاتٍ لكلّ المحبين، تشفي به قلوبَهمُ الحرّى، و عقولَهمُ الحيرى
بقلم د / عبدالعزيز الرميلي النعمي
السعودية
توثيق:د. وفاء بدارنة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق