*** سُرَّ مَنْ را. ***
النادي الملكي للأدب والسلام
*** سُرَّ مَنْ را. ***
بقلم الشاعر المتألق: د.محفوط فرج
*** سُرَّ مَنْ را. ***
لم تكنْ غائبة
هي حاضرةٌ
بنسائمِ حبٍّ
وصورتِها
صوتِها أتخيَّلُها
بمقاطعِ أغنيةٍ
كان أنْ ردَّدْتها حناجرُنا
في صبانا
كلانا توغَّل بين غصونِ الصنوبر
أسمعُ ضحكتَها
يتساقطُ نوّار لوزِ الوسيطة
يلمسُ أكتافَنا بنداه
على دربِ سوسة
تتدحرجُ - أشعرُ - أنغامَها
من على (الدهدوانة)(١)
حينما تتحدثُ لي
وأراني أراقبُ مقدمَها
وأنّي وإنْ كنتُ
تحتَ مظلَّةِ نخلتِنا
سيبلِّغُني السعفُ
في وخزهِ وتمايلِهِ
أنَّ أقدامَها الآنَ
تطرقُ شارعَنا
فكمْ قد توسَّل فيها
الرصيفُ بأنْ تتَعطَّفَ
لكنَّها لن تعودَ إلى أن تصيرَ
قبالةَ عنقِ الهوى
يتجلّى لهُ حسنُها وشذاها
ويبثُّ العبيرَ
لكلِّ الجهاتِ
ويثملُ مَنْ مرَّ فيه
إذا نظرتْه ببسمتِها
تتباهى
أنا سرمن را
وقد هامَ بي قبلَ
ذلك إبنُ حُمَيدٍ سعيد
ولم تثنِه عن صِبايَ
وقدّي الجواري
تعلَّقَ بي شجراً ومراكبَ تمخرُ
قلبي بدجلة نشوانةَ
ودارتْ على البحتريِّ الدوائرُ
لكنَّهُ ظلَّ يعشقُها
صاغَ أعذبَ ألحانِه
لشمائِلها
عروبٌ من الخفراتِ تعاقبتِ
النائباتُ عليها
وهي رقراقةٌ تتشهَّى المدائن
أن تتزينَ في لونِ أثوابها
تتمنى لتحظى بقارورةٍ من عبير
يهبُّ بأنسامِها
توالى عليها الغبارُ
غبارُ المَباني
وأوغلَ فيها غبارُ المعاني
ولكنَّها ذَهَبٌ ليسَ يصدأُ
مهما استطالتْ
عليها الليالي
بقلم : د. محفوظ فرج
١-،هي مرتفع أعلى من مستوى الطريق حين يسير المارة عليها يتدحرجون انسيابيا إلى الحارة الأخرة الأخرى
توثيق: وفاء بدارنة


ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق