الأحد، 8 أغسطس 2021


*** صباحا بيوم بارد الجو ماطر  ***

رابطة حلم القلم العربي 

***  صباحا بيوم بارد الجو ماطر   ***

بقلم الشاعر المتألق: جمال الجماعي 

***  صباحًا بيومٍ باردِ الجوِّ ماطرِ    ***

وبينا أنا ماضٍ بدرب المسافرِ


رأيتُ الذي من هول مرآهُ لم يزل

من الحزن في قلبي كطعن الخناجرِ


وما هيَ أوهامٌ توهّمتُها ولا

تهاويمُ أو أضغاث أحلام شاعرِ


هنالك في برد الرصيف ثلاثةٌ

معاقون في عمر الزهور النواضرِ


ثلاثةُ أطفالٍ: كفيفٌ وطفلةٌ

بكفٍّ وساقٍ دون أخرى وآخَرِ


وأبكَمُ يومي بالإشارة: أفسحوا

وفي الناس أضحى كالأسير المحاصَرِ


ولا مِن مجيبٍ غير مستهزئٍ بهِ

يقول بتوبيخٍ ولهجة ساخرِ


تعلّم فنون الأمر والنهي أوّلًا

فمثلك لا يبدو كناهٍ و آمِرِ


وبين الزحام الفَظ غابوا وضُيّعوا

وتاهت خطاهم بين ماضٍ وعابِرِ


وضاع صداهم أو تلاشى وحولهم

يهز المدى وقعُ الخُطا والحوافِرِ


ويستصرخُ الطفل الكفيفُ:ألا يدٌ

هنا أو هنا فيها إقالةُ عاثرِ ؟!


توقفتُ مذهولًا لهول الذي أرى

ودمعي على خدي وملء المحاجرِ


وقلتُ هنا بيتًا من الشعر واقعًا

يصور ما يجري بأرض التناحرِ


لعمرُك ما ضاعت بلادي بحربها

ولكنها ضاعت بموت الضمائرِ


مضيتُ لذات الكف والساق سائلا

إلى أين يا قلبي وقرة ناظري. ؟!


أطفلةَ قلبي قد شرقتُ بعبرتي

وذا الحالُ أضناني وكدر خاطري


إلى العلم نمضي, لا الإعاقة عائقٌ

وفقديَ للأعضاء ليس بضائري


بساقٍ وعكازٍ إلى العلم وجهتي

وكفٍّ بلا أخرى لحمل الدفاترِ


وزادُكِ؟,في قلبي, هل الجوع كافرٌ

مع الصبر جوع المرء ليس بكافرِ


حقائبكم؟,قالت:جيوبي حقيبتي

وأقلامنا معقودةٌ في الظفائرِ


و مشيًا على الأقدامِ؟,قالت: كما ترى

فباصاتهم فيها عيالُ الأكابرِ


وفي البرد والأنواء؟!,قالت بحكمةٍ

مع البرد في الأعماق دفءُ المشاعرِ


ومن أينَ؟,قالت: من بلادٍ أضاعها

بنوها, وأهل الحكم مثل الضرائرِ


وفيما مضى كنا بها خيرَ معشرٍ

وفي حربنا صرنا أخسَّ المعاشرِ


وهذانِ مَن؟,قالت:شقيقايَ: أبكمٌ

وأعمى, أبونا مات في حرب صافرِ


وأميَ في التسعين أخرى معاقةٌ

وتحيا بإيمانٍ وقلبٍ مُصابِرِ


وهل من يواسي؟,قالت:العصرُ يا أبي

نفاقٌ و دنيا اليوم دنيا المظاهِرِ


نموت ليحيا المتخمون وينعموا

ونأوي بأكواخٍ وهم في"العمائرِ"


وأين حقوق الطفل والأسرة التي

يقولون؟,قالت:في سطور المحاضِرِ


لنا اللهُ, لن نلقى الأذى وهو حسبنا

لأمثالنا رب السما خيرُ ساتِرِ


وفي خير حالٍ نحنُ رغم إعاقةٍ

ونصبرُ والعقبى جزا كل صابِرِ


فذا أبكمٌ لكنَّ ربي أعاضَهُ

فأصبحَ كسبانا وليس بخاسِرِ


لقد أودع الرحمنُ فيه مواهبًا

لك الله من طفلٍ ذكيٍّ

بقلم : جمال الجماعي 

توثيق : وفاء بدارنة 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق