(طالت الرحلة)
النادي الملكي للأدب والسلام
(طالت الرحلة)
بقلم الشاعر المتألق: عبد الحليم الشنودى
(طالت الرحلة)
ــــــــــــــــــــــ
يا عُمـرىَ المهـزومُ فى وطـنى
أعـوامُ دهــــركَ ما عَــدَدْنـاهـا
....................
حـتى وَشـتْ عـنا مـلامـحُــنــا
والـكاهــلُ الـمَحْـنــىُّ جَـلاّهـا
....................
كـبرَت معى أشجـارُ بـلـدتنــا
وبـكى على الأيـام أدناهـا
...................
فمتى ـ وبعد العود ـ أحضنُها
لم يبـقَ من عـمرٍ لألـقـاهـا
..................
دخلت حروفى لـيـل مرقدها
نادت على كفــنى فغـطــاها
--------------
لمّا رأت عيني بدمعتها
ذلّا يهين الخدّ والفاها
-------------
جفّت على الشطآن مقلتُها
وعلى ضفاف الوجه مجراها
-------------
لم يبـق إلا دمعــة حـيــرى
ألقى بها للجفن طرفاها
---------------
عجَزت جفونى أن تلاحقها
سقطت على خدى فأجلاها
-------------
يا قدس هذي دمعتي تاهت
كبقيّة الدمع الذي تاها
------------
فتذوّقي يا قدس حرقتها
لم يبق بعد البحر إلّاها
-----------
إن يشتروا دنيا لنقبلها
بثرى ( فلسطينٍ ) أبيناها
----------
إنّا رضيناها على مضضٍ
دنيا تموت بنا ونحياها
----------
لسنا نحايلها على عشق
لكننا للموت عشناها
--------
ياقدس إنّ الحق في دمنا
حيٌّ وإن بُلِّغنا مرساها
----------
لا فرق إن يجري بهِ عرقٌ
أو ترتضيه الأرض مرواها
-----------
موتي فِداً - والأرض باقيةٌ
ومنِ افتدى أرضا سيحياها
---------
لا تخش من موت سينجبني
فيمن يرى في الموت محياها
--------
وستنبتُ الأبطالَ من دمنا
فالدّمُّ يوم الريّ زكاها
===============
(عبد الحليم الشنودى)
توثيق: وفاء بدارنة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق