الأربعاء، 16 أكتوبر 2024


الشِّعرُ يحلو صامدًا

النادي الملكي للأدب والسلام 

الشِّعرُ يحلو صامدًا

بقلم الشاعر المتألق: حسين جبارة 

الشِّعرُ يحلو صامدًا

ماذا أقولُ لأمّةٍ شعراؤها مسخوا المديحْ؟

قد مَجَّدوا ظُلْمَ الأميرِ وشعبُهُ حَمَلٌ ذبيحْ

زانوا الظَّلامَ بضادهمْ

نَقَشوا النِّفاقَ تَكلُّفًا

نَظَموا القريضَ يُجَمِّلُ الوجهَ القبيحْ

ماذا أقولُ لأمّةٍ

كُتّابُها أُدباؤُها ضلّوا الطَّريقَ وضلَّلوا

مُتَهافتينَ تَمثَّلوا الطَّيرَ الكسيحْ

إعلامُها أعلامُها

أطفالُها ورجالُها

باتوا الرِّياءَ مُسبِّحًا

والصِّدقُ في جنباتهم فوقَ الفراشِ هُوَ الطَّريحْ

فقهاؤها خدموا السِّيادةَ لا القضيَّةَ لا الرُّؤى

ناءوا بتفسيرِ النُّصوصِ إلى المُريحْ

سجدوا لِعبد المالِ يَرهبُ سيِّدًا

كم روَّجوا للزَيْفِ يعلو منبرًا

يشرونَ غَثًّا بالسَّويِّ وبالصَّحيحْ

ماذا أقولُ لأُمّةٍ فيها المُثقّفُ "كالمُثقَّبِ" جاهلٌ؟

حملَ الشَّهادةَ زينةً

هجرَ القراءةَ والكتابةَ عامدًا

لا يُتْقنُ الكلمَ الفصيحْ

كيفَ الخطابُ بِأمّتي

رضيَ الهزيمةَ نكبةً

أو نكسةً؟

يبكي يَنوحُ مُبرِّرًا

يُلقي القصورَ على الظُّروفِ ويستميحْ

ماذا أقولُ لواعظٍ ومُفَكِّرٍ

أو كاتبٍ ومهندسٍ

يجري ويلهثُ خلفَ منّانٍ شحيحْ؟

البوحُ يحلو صامدًا ومناهضًا

يسعى لتطويرِ الحياةِ بلا انقطاعٍ

لا يَئِنُّ ولا يصيحْ

وهو التَّمرُّدُ يحملُ الأحلامَ نسرًا

يستردُّ العدلَ ما كانَ النَّطيحْ

يأتي ُيبشِّرُ لاجئًا

يبني الطَّريقَ لعاشقٍ

يُؤوي المُطاردَ فالنَّزيحْ

يأبى خنوعَ خليفةٍ لمخطَّطٍ وتآمرٍ

يرضى صمودَ مُجرَّحٍ

بصمودهِ صدَّ العظيمَ ومَكْرَهُ

بفعالهِ كم أطلقَ السَّهمَ المُطيحْ

اليومَ أمرٌ والكفاحُ رسالةٌ

والشِّعرُ يومٌ إثرَ يومٍ

بالتَّحدّي لا يَكِنُّ هُنيهةً أو يستريحْ

الحرف كانَ مُقوِّمًا ومُصحِّحًا

كالسَّهمِ يُرسلُ صائبًا

ليُمارسَ التَّغييرَ في الوطنِ الجريحْ

الفنُّ ثورةُ مرهفٍ

رفضَ الرُّكودَ مُحفِّزًا ومُخدِّرًا

ببيانهِ نثرَ المُكنّى والصَّريحْ

أهوى المُوَجِّهَ لا المقودَ لحاجةٍ

يا ثورةَ الكتّابِ تسبقُ ساسةً

توري نضالًا من ظلامِ السِّجنِ

من وحْيِ الضَّريحْ

وتُحقِّقُ الأملَ الرَّغيبَ لِمُحبَطٍ

وتصوغُ بسمةَ فاتحٍ

كم يشتهي الألوانَ في الأُفقِ الفسيحْ؟

الحُلمُ يحلو بالحنينِ وعائدٍ

وقعُ الخُطى فوقَ الحمى

زحفُ القصيدِ يعانقُ الوجهَ الصَّبيحْ

                  بقلم :  حسين جبارة                  كانون الأوَّل 2017

توثيق: وفاء بدارنة 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق