السبت، 26 أكتوبر 2024


( تجاذبُ الأضداد ) 

النادي الملكي للأدب والسلام 

( تجاذبُ الأضداد ) 

بقلم الشاعر المتألق: جاسم الطائي 

( تجاذبُ الأضداد ) 

--------------------

تمرُّ بيَ الأيامُ في خطوها الجَمرُّ 

وتتركني فرداً وكأسي هو المُرُّ

فإنّ الهوى منها يفيضُ لجاجةً

فكيفَ لهذا البابِ أن يوصِدَ الدَهرُ

تنكبتُ أمسي والجراحُ مطيتي

إذا هَلَّتِ الذكرى يعانِدني الصبرُ

لي اللهُ قد عنّت فأرخَت أعنةً 

وشدّت على أخرى فضاعَ بها العمرُ 

وكيفَ نعيشُ اليومَ والأمسُ طامحٌ

يصولُ فهل يسطيعُ من هزَمهِ غِرُّ

فلا الغيبُ قد يأتي ببعض بشارةٍ 

ولا صفحةٌ تطوى حبيسٌ بها سِرُّ 

يضيقُ فؤادي بالذي هو كاتمٌ 

وتخبرهُ الأضلاعُ عن كلِّ ما يعرو 

فيندى خجولاً وهو بعدُ متيمٌ

ويشقى بأشواقٍ يكتِّمُها طهرُ

كأنَّ مرايا الدَّهرِ تفضحُ سِرَّنا 

ولسنا على الأيامِ يبدو لنا بِشرُ 

ألا حدِّثيني عن أمانٍ صبيّةٍ

يعانقُها قلبي فليس لها سِترُ

وعمّا شربنا منه كاساً معلقماً

ولم نصحُ إلا والهوى بيننا سطرُ

نحمِّلُه حينا مراسيلَ صبوةٍ

تحرِّقُها الآهاتُ والملتقى وعرُ

وحيناً نجافيهِ فليس بوسعهِ

سوى أن يرى منّا العذابَ فيغترُّ

قريضٌ نرى فيهِ الدموعَ تزاحمَتْ

تلظّى قوافيهِ كأنّي بها زَهرُ

أساجلُها حيناً وحيناً ألومُني 

إذا ما أرى الأنفاسَ يحدو بها غُمْرُ 

وما ردُّها إلا سهامٌ عتيةٌ

تصيبُ لبابَ القلب منِّي فلا أَجرو

تقولُ: ألا بلَّغتَ عنِّي رسالةً 

لعينيكَ أشدو ما يطولُ بيَ العمرُ

أقبّلُ وجهَ الصبحِ في كل ومضةٍ 

تريني محياكَ التي أمرُها الأمرُ

ولستُ بمن هابَ العذولَ وقد درى

بأنَّ الذي فينا بشائرُهُ سِحرُ

شبابُ وشَيبٌ قد تجاذَبَ شملنا

تُجَمِّعُنا الأضدادُ يزهو بنا الشِّعرُ

-------------

بقلم : جاسم الطائي

توثيق: وفاء بدارنة 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق