*** ستنجلي الغيوم. ***
النادي الملكي للأدب والسلام
*** ستنجلي الغيوم. ***
بقلم الكاتبة المتالقة : مها حيدر
*** ستنجلي الغيوم. ***
لم يكن مفاجئًا ، صوت الانفجار ولا الدخان ولا منظر سقوط الأبنية ، كان أبي يحضن اختي الصغيرة ذات العامين ودموعه تتساقط على لحيته وقد بللت ثيابه ، الخوف في عينيه على اخوتي بعد أن فقدنا امي قبل يومين أثناء سقوط الدار على رؤسنا بعد قصف شديد أحرق الأخضر واليابس ..
- ابي .. انا خائفة !!
- ابنتي الحبيبة .. انا بجانبك ، ستكونين بخير
- لكني جائعة ، واختي بدون حليب !!
- الله معنا .. ستنجلي الغيوم قريبًا ..
كانت حجارة أنقاض البنايات المهدمة قريبة مني ، صوت الصراخ وبكاء الأطفال يملأ المكان ، بين خوفي وحماسي ، تناولت حجرًا بحجم راحة يدي ونهضت مسرعة الى الساحة القريبة منا ..
لم يكن ابي منتبهًا لي فقد كان مشغولًا بمحاولة اسكات طفلتنا الصغيرة ، وقفت على كومة من الأنقاض ونظري متجه صوب الشارع ، أغمضت عيني لأتذكر ما كنا نقوم به وأطفال الحارة عندما يمر جنود الاحتلال أمامنا !!
- نعم سأرشقهم بوابل من الحجارة ، سأخذ بثأر امي وبقية أهلي وجيراني ، سأطردهم من أرضي ، وسأرفع راية النصر على سطح دارنا المهدمة ..
- ماذا تفعلين هنا ، القصف شديد وقريب !!
هكذا صرخ ابي بعد أن هز كتفي محاولًا تنبيهي من تهيؤاتي أو أحلام يقظتي ..
- لن يمروا .. سأقاوم !!
- انهم لا يعرفون سوى لغة الموت !!
- إذن سألحق بأمي ..
- صغيرتي .. كلنا سنلحق بها ، لكن من سيعمر بلدنا بعدنا !!
هنا توجهت لاخوتي حضنتهم وقبلتهم وكأني اودعهم ..
- ابي .. سنبني وطننا ، فنحن لا نخاف الموت ، لكن أرضنا لا نفرط بها ..
بقلم : مها حيدر
توثيق: وفاء بدارنة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق