الاثنين، 8 يوليو 2024


عُذْرًا يَا قُدْسُ عُذْرًا يَا فَلَسْطِينُ 

النادي الملكي للأدب والسلام 

عُذْرًا يَا قُدْسُ عُذْرًا يَا فَلَسْطِينُ 

بقلم الشاعر المتألق: د. محمد الإدريسي

عُذْرًا يَا قُدْسُ عُذْرًا يَا فَلَسْطِينُ 

يَا قُدْسُ قَلَمِي يَدْعو لِمَنْ العَدُوَّ يُقَاتِلُون

يَأْبَى أنْ يَكُونَ بَيْنَ عَبِيدٍ الكَرامَةَ يَبِيعُون 

لَنْ يَسْكُتَ والصَّهَايِنَةُ الأقْصَى يُدَنِّسُون 

 النِّساءُ وَالرِّجالُ الأقْحاحُ غَزَّةَ يُسانِدُون

فَاحَ صَمْتُ الجِوارِ وَأطْفالُ غَزَّةَ يُذَبَّحُون

حُكَّامٌ بَيْنَ الحَقِّ وَباطِلِ العَدُوِّ يَتَوَسَّطُون

وَمُنْذُ مَتَى كَانَ الصَّهَايِنَةُ بالعُهُودِ يَلْتَزِمُون؟

أنُكَذِّبُ قَولَ اللَّهِ وَنُصَدِّقُ مَنْ لا يَسْتَغْفِرُون؟

سَأَلَنِي المَسَاءُ أَيْنَ العَرَبُ أَلاَ بِالخَطَرِ يَشْعُرُون؟

سَأَلَنِي الصُّبْحُ أَيْنَ مَقْبَرَةُ الأحْيَاءِ كَيْفَ يُدْفَنُون؟

تَبًّا لِرُجُولَةٍ لَهَاهَا الكُرسِيُّ أَهْلُ غَزَّةَ يُبادُون

فَالرُّجُولَةُ أنْ تَكُونَ مَعَ مَنِ العَدُوَّ يُواجِهُون

لَيْسَ مَعَ جَوَارٍ وأنْجاسٍ الكَرامَةَ لا يَعْرِفونَ

لا عُذْر لِمَنْ لِغَرْبٍ مُنافِقٍ فَاشِيٍّ يُسَبِّحونَ

عَلَى مَائِدِة سهَرَاتِ التَّرْفِيهِ الأَسْوَدِ يَبِيتُون

 

و مِنْ صُبْحٍ غَاضِبٍ عُرْبانُ الإيوَانِ يَتَوَجَّسُون

رُعْبٌ مِنْ بَحْرِ طُوفَانٍ زاخِرٍ السِّباحَةَ لاَ يُتْقِنُون 

كَاذِبُون حِينَ كَرَّرُوا هُمْ مَنْ لِلْأقْصَى يَنْتَصِرُون

فَاللَّعْنَةُ عَلَى مَنِ العَوْنَ عَلى أهْلِ غَزَّةَ يَمْنَعُون

وَ كُلُّ اللَّعْنَةِ عَلَى مَنْ يَلُومُ أبْطَالاً يَسْتَشْهِدُون

أعْدَاءٌ اليَوْمَ لَيْسَ كالأَمْسِ يَقْتُلُونَ ويُقْتَلُون

الأعْداءُ اليَوْمَ مِنْ "مَحَاكمٍ" دَوْلِيَةٍ يُلاَحَقُون 

تُدَوَّنُ تُصَوَّرُ كُلُّ أنْوَاعِ الفَظائِعِ وما يَرْتَكِبُونَ 

لَعْنَةُ دَمِ الجَرَائِمِ تُلاَحِقُهُم والثَّمَنَ سَيَدْفَعُونَ

أبْطَالُ الطُّوفَانِ عَلَى الحَقِّ عَلَى العَهْد يَثْبُتُون

أَيُّهَا التَّارِيخُ قِفْ سَجِّلْ أهْلُ غَزَّةَ يَسْتَبْسِلُون

زَلْزَلُوا أَرْكانَ غَاصِبٍ مُحْتَلٍ مُرْتَزِقَتَهُ يَأْسِرُونَ

قِفْ وسَجِّلْ! أوْغَادُ صَهْيُون كَالفِئْرانِ يَهْرَبُون

تَقَهْقَرُوا وَلَمْ يَعُودُوا كَمَا كَانُوا مِنْ قَبْلُ يَدَّعُونَ 

مِن تَحْتِ الأرْضِ وفَوْقَ الأَنْقاضِ لَهُمْ يَخْرُجُون

لا عَاصِمٌ لَهُمْ اليَوْمَ إلاَّ الرَّحِيلَ مِنْ حَيْثُ يَأْتُون

شَهِيَّةُ الأعْدَاءِ إلى الدَّمِ الدَّنَسَ و القَتْلَ يَحْتَرِفُون

لَكِنَّ ثَباتَ غَزَّةَ أفْسَدَ عَلَيْهِم خُطَطًا كَانوا يُعِدُّون

غَزَّةُ مِصْباحٌ أضَاءَ نَفَقَ ظُلْمِ أعْدَاءٍ الثَّرَى يُوَارُون 

بِالدَّمِ أحْيَتْ عُشْبَةَ فَلَسْطِينَ جُنُودُ العَدُوِّ يُقْبَرُون   

تَرَكُوكَ وَحْدَكَ يا قُدْسُ البَصَرَ العُرْبانُ يَغُضُّونَ

سُئِلْتُ مِنْ أيِّ دِينٍ وَمِلَّةٍ أُولَئِكَ الَّذِينَ يَخْذُلُونَ

لاَ عُذْرٌ لِمَنْ صَمَّمَ خِذْلاَنَ غَزَّةَ لِلْعَدُوِّ يَخْنَعُون 

ما الفَرْقُ بَيْنَ طُوفانٍ وطَوَّافِينَ عَنْ حَقٍّ يَسْكَتُون

دَمُ أطْفَالِ غَزَّةَ حَضَرَ في مَنَاسِكٍ بَيْنَ مَنْ يَدْعُون

قَلَمِي لَنْ يُفَرِّطَ يَوْمًا في فَضْح مَنِ العَارَ يَلْبِسُون

مِنْ وَاجِبِ الشُّعَرَاءِ عَدَمُ السُّكُونِ بَلِ الحَقَّ يَلْبَثُون

تَبًّا لِمَنْ تَخَلَّفَ عَنْ غَزَّةَ عَلَى الأرَائِكِ العَدُوَّ يُمَوِّلُون 

اللَّعْنَةُ تُلاَحِقُهُمْ مِنَ أَبْهَاء قُصُورِهِم إلَى يَوْمٍ يُبْعَثُون

اِشْتَكَى فُؤَادِي إلَى قَلَمِي مَظَالِمَ أعْدَاءٍ يَسْتَرْسِلُون


أشْفَى هَذا الطُّوفَانُ غَلِيلَ الأحْرَارِ اللّهَ يَشْكُرُون

غَزَّةُ المُبَلَّلَةُ بِدِماءِ الأطْفالِ و العَرَبُ لا يَأْبَهُون

تَوَضَّأْتُ و صَلَّيْتُ يا رَب مَتَى العَرَبُ يَنْهَضُون

قَبْلَ فَوَاتِ الأوَان كُلُّ الأحْرَارِ إلى غزَّةَ يَنْتَمون   

القُدْسُ تُداسُ بِحِذَاءِ عُهَّارِ صَهْيُون و يَرْقُصُون

طنجة 07/07/2024

فاتِح محرم 1446

بقلمي د. محمد الإدريسي

توثيق : وفاء بدارنة 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق