الاثنين، 7 مارس 2022

 

***   ذات القميص الأسود   ***

رابطة حلم القلم العربي 

***  ذات القميص الأسود   ***

بقلم الشاعر المتألق: محمد الزهراوي ابو نوفل 

***   ذات القميص الأسود    ***

تأْبـَى حتّى أنْ تَلوحَ.

كيْف.. أُخْفي الْهَوى !

أوْ كيْفَ أنال

برْقوقَها الطّيِّبَ

أهَجّرَها طاغِيَةٌ ؟

عرَفْتُها لا تَمْشي

إلاّ مُعَطّرَةً..

عيْناها حَمامتانِ

وكمْ عانَتْ مِنّي..

فعَلتْ بِـيّ الْكَثيرَ.

كانتْ.. تعْملُ بِنَشْوَةٍ

علّمتْني القِراءةَ

كِتابَةَ الْخَطِّ

ورَوّضتْني بِعُرْيِها الأبْيَضِ ..

كالْحيَوانِ. أُنْثى..

فاحِشَة الإغْواءِ.

وسَقانيها إلَهي

نُقْطةً نُقْطَة..

فـِي قَميصِهاالأسْوَدِ.

غزَت ْبِـيَ

كُلّ الْحضاراتِ

كُأندلس وكل

معارِجِها كفارِسٍ.

أذْكُرُ..كَيْفَ صرَختْ

كانتْ تعْرِفُ

ما أرْغبُ فيهِ.

وأطْلَعَتْني كمُكْشِفٍ

على كُلِّ الْخُلجانِ.

كانتْ أهَمّ

امْرأةٍ فـي قَصائِدي

صيغَتْ مِن

خُلاصَة الشِّغْرِ 

ومِن روحِ الـمــَجازِ

ولَمْ أدْرِ إنْ

كانت بـِيَ مجْنونَة

أو أنا.. بِها الْمَجْنونُ.

فتاهتْ كأنْهُرٍ

تاهت لَمّا

اكْتَشفتْ أنّها

تسْتظْهِرُنـِي

عنْ ظهْر قلْبٍ

وحفظتني كالقرآن

عدت لا أدْري 

أيْنَ اغْتربَتْ 

مِثْل مَلْحَمةٍ.

فصِرتُ أهذي

وأمْشي بِها 

تائِهاً على

وجْهي فـي الْمُدُنِ.

هلِ انْتَحتْ حتّى

أحْزنَ ولا أبْكي

بيْن ذِراعيْها

كطاغية أوْ..

عواطِفُها عمْياءُ ؟

هِيَ تدْري

وتصَرّفَتْ كالصِّبْيانِ.

إذْ رمَتْني شظايا

كَبقايا آنية

بلَّورٍ مكْسورٍ.

تاهتْ فـِي كُلِّ

الْخرائطِ ضاعتْ

والْعُمْرُ الْمُرّ يَمُرُّ..

يَسوطُني الغِيابُ

يُطارِدُنـِي..

وجْهُها فـي الْوُجوهِ.

أسَمّيها بِكُلِّ

الأسْماءِ وبـِيَ

مِنْها ما يبْقى

مِن الْخمْرةِ..

فـي قاعِ الْخوابـِي.

هِيَ..حُلُمي الْمَعْطوبُ

ودونَها الرِّيحُ الْهَوْجاءُ .

(والنّجْمِ..

ما ضلّ صاحِبُكُمْ.)

هِيَ ألَسْتُ..

تتَقَمّصُني بِحَميمِيّةٍ

وَأُرَتِّلُها كَما

عوّدَتْني فـي

سُوَرِ الْكِتابِ.

محمد الزهراوي ابو نوفل 

   برشلونة / إسْبانيا

توثيق: وفاء بدارنة 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق