الأحد، 23 يناير 2022


***ولم نزل نشعل الموقد***

رابطة حلم القلم العربي 

***ولم نزل نشعل الموقد***

بقلم الشاعر المتألق: عبد الكريم الصوفي 

(( ولَم نَزَل نُشعِلُ المَوقِدَ ))

لا تَسَل عن الشِتاءُ حينَما يُعَربِدُ

مِن حالَةٍ لِلسُكون ... إلى الجُنون ... يا وَيحَها المَكائِدُ

فَلِلهُدوءِ المُريب رَهبَةُُ ... تَوَجٌُسُُ في جَوٌِهِ المُلَبٌَدُ

تَرَقُّبُُ وَظُنون بَعدَ السكون ... وقَد لَفٌَنا التَجَمٌُدُ 

ما الذي سَيَكون ؟ ... حَدَثُُ في القَريبِ مُريب ؟

أم تُراهُ مارِدُُ عن نابِهِ ... كالخِنجَرِ يُجَرٌِدُ ؟

وفَجأةً تُزَمجِرُ آفاقُنا ... وتُبرِقُ الغُيومُ في سَمائِنا

جَحافِلُُ من مَدافِعِهِ لِأمنِنا تُهَدٌِدُ

وَتَثورُ في بلادِنا زَوابِعُُ ... وتَعصِفُ تِلكُمُ الأنواء في دِيارِنا ... تُزَمجِرُ وتُرعِدُ

سَحائِبُُ سَوداءُ قَد زَحَفَت ... فأظلَمَت من تَحتِها نُفوسنا ... لِحُلمِنا تُبَدٌَدُ 

ويُعتِمُ النَهارُ في الدِيار ... قَبلَ المَغيب ... والغُروبُ على الظَلامِ يَشهَدُ

وَتَبدأُ الذِئابُ في عِوائِها نَكَداً ... يا لَهُ التَمَرٌُدُ

والزَمهَريرُ يَفعَلُ فِعلهُ ... يا وَيحَها أوصالنا حينَ تَرتَعِدُ

ويَبتَدي الإعصار ... يُطيحُ بالأشياءِ تَبتَعِدُ  

والزَمهَرير ... يوغِلُ في الدِيار ... وفي الوَريدِ يُغمَدُ

والناسُ تَهجَعُ لِلبُيوتِ والرُؤوسُ قَد نُكٌِسَت ... أحلامَهُم تُجَمٌَدُ

وأنا أُضرِمُ في مَوقِدي فَتَصعَدُ نارُهُ ... كَأنٌَها أُهزوجَةً تُرَدٌِدُ

حَطَبُُ قَديم ... جَمرُهُ أحمَرُُ وعَظيم

وغادَتي ... من وَهجِهِ يُشرِقُ وَجهها والطِباعُ تَلين

يا لَهُ إستِحياؤها ... قَد شاقَها بَعضُ الغَزَل

فَدَنَت ... قُلتُ في خاطِري ... عَلٌَها تَشعُرُ بالمَلَل

هَمَستُ في أُذنِها ... ولَم تَزَل تُسبِلُ جَفنَها

ألا تَهجَع الغَزالَةُ بُرهَةً ... ويَرقُدُ في ثَغرِها العَسَل

قالَت ... وتَدٌَعي بِأنٌَكَ أنتَ البَطَل ؟ ... يا وَيحَهُ ذاك الكَسَل 

قُلتُ في خاطِري ... رُبٌَما أكثَرتُ في المَوقِدِ ذاكَ الحَطَب ...  

وبعدَها أشرقَت شَمسُ الصَباح ... والضِياءُ إقتَرَب

ولَم يَزَل في المَوقِدِ ... بَعضُ اللٌَهَب

بقلمي المحامي عبد الكريم الصوفي

اللاذقية ..... سورية

توثيق : وفاء بدارنة 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق