*** تلك السميراء ***
رابطة حلم القلم العربي
*** تلك السميراء ***
بقلم الشاعر المتألق: إبراهيم موساوي
*** تلك السميراء ***
في شُرفتي ، وسُدول الَّليل في ظَعنِ
والفجرُ عند المَدى يَصحو من الدَّجنِ
والصُّبحُ موجٌ مِن الأنوارِ ، مُنفلتٌ
مِن الأديمِ ، لهُ دفقٌ على القُننِ
يُهدهدُ الغلسُ المهزومُ ناصِيتي
والضَّوءُ يتبَعُه ، في السَّهل والحزَنِ
والبنُّ يَشذو مِن الإبريقِ مُكتسحًا
صَمتَ الفضاءِ ، بِعرفٍ سارَ في بَدني
صَاحَتْ مآذنهُ في شُرفتي عبقًا
فَقمتُ أتلو صَلاةَ الرَّشفِ فِي أرنِ
مُدغدغًا قَهوتي ، والدَّجو يُنشدني
ترتيلةَ القدَحِ المملوءِ مِن شَزني
فِنجانُها فاغرٌ ، يَهمي برائقةٍ
تَمحو عليَّ خمولَ الَّليلِ والوسَنِ
كأنَْها غادةٌ سَمراءُ ، إذ بَرزتْ
تنقضُّ نَحو شِفاهي ثمَّ تَلثمني
قبَّلتُها ، فهَوى ذَوقي عَلى شفةٍ
مِن ثَغرِ سُمرتِها ، فاخْترتُها زَمني
عَشقتُها لِسوادٍ ضمَّ نَكهتها
حتَّى أرقتُ بليلي ، مُعلنًا وهَني
مِن دونها ، قد يمرُّ الصُّبحُ مختلسا
إشرَاقةَ النَّفسِ والأطيارِ والشَّدنِ
تلِك السُّميراءُ ، ما أحلى مَرارتها
مِنها تجلَّتْ بناتُ الفِكرِ للعلنِ
تلِك السُّميراءُ في الأكوابِ ، تَجعلني
أهوَى اليَراعَ ، وأسْلو حُرقةَ المِحنِ
تَستَنزلُ البوحَ ، إن ماسَت على شَفتي
سِحرًا ، كنَمنمةِ الأزهارِ في الفَننِ
وتَجلبُ الفكرةَ المُثلى وتَحقُنها
في الُّلبِّ ثمَّ بصيدِ الحرفِ تَرفُدُني
هِي الأنيسُ إذا ما الأنسُ خاصَمَني
آوي إليها ، فَتنبُو وَطأةُ الشَّجنِ
والغمُّ يَغدو سَرابًا ، مِثلهُ ألَمي
واليأسُ يَخبو ، وَطَيفُ الشِّعر يَطرقُني
إِن همَّني الهمُّ ، والأرزاءُ تَخبِطُني
أظلُّ ألثُمها حِينًا ، وتَلثُمني
بقلمى: إبراهيم موساوي .......!!
توثيق : وفاء بدارنة
التدقيق اللغوي: د.نجاح السرطاوي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق