الجمعة، 7 يناير 2022


***   لروحك السلام   ***

رابطة حلم القلم العربي 

***  لروحك السلام   ***

بقلم الشاعرة المتألقة : خديجة بلنغامي 

***   لروحك السلام   ***

يا أمي ها هو الرحيل

يهزمني من جديد

يتخطف أمي …يسافر بها الى

 مثواها الأخير 

 يزفها في ثوبها  الأبيض 

ريحه مسك وكافور 

 وابتسامة الرضى

تغمر محياها…

ناداها الموتُ ولَبَّتِ النداءْ…

كم هو موجع فراقها 

وكم هو صعب

استقبال الغد

دونها لون الشروق 

باهت ولون الغروب

شاحب كلون  الموت….

قبلتُ جبينها ويديها…

وقبَّلْتُ قدميْها

 وأعدْتُ التقبيلَ

 وكأن للقُبَلِ سحر

سيعيدُ  نبضها الساكن…

أدمعتْ مُقَلي واحترق القلبُ

من هول ما  ينتظره…

فكيف يحتملُ

عدمَ رؤيتها ويُجاري 

عشوائيةَ الفراغ…

كيف يُمرِّر

 أجِنْدةَ الزمنِ 

وقد نشزَت  لديه

كل الأبجديات…

فمن يأتيني

بصبر ِأيوب 

أخيطُ به شلخَ

رحيلها…

من يسقيني

كؤوسَ برد ٍ

وسلام ٍ

لأخمد لهيباً

 تأجج

 في مهَب ِّ

الجروح …

 غربتْ

شمسُ يمامتي 

فشاختْ أوردتي

و هرمتْ طفلة ُ

الروح قبل 

الأوان…

صوت من 

أعماق

الصمتِ

يهمس لي…

قد رحلت 

تلك التي 

لأجلها تمطر ُ

رحماتُ ربي 

زخات …

رحلت 

دون وداعٍ 

دون عناق…

فمن يواسيني 

ويمسح الغيوم

عن عيوني…

من يفترش لي 

دفئا يشبه 

دفئ ملمسها

ودفئ صوتها …

كنت أتَنَفَّسُها 

وردةً بضفافِ

 العمر…

ورحيلها جعلني

 أتنفسُ اليُتمَ جماراً

وأتنفسُ الهواء 

حزناً

كطفلةٍ لم تتجاوز

عقدها الأول …

صار العالم خالياً

وقرية أحلامي 

تنبضُ بالكوابيس…

 فأي عزاءٍ يوقفُ

ذبائح الصدر …

وأي عزاءٍ 

يجعل الوجع 

يُعيدُ أدراجه …

ضُمني أيها الفراغ

فقد أخذتها المنية

بغتةً 

وضمها الثرى

وأقبَرت ْمعها 

مُهجي وسكينةَ

الكرى….

أطيافها تلازمني

وطيب ريحها

يجعلني أجهش 

بالبكاء…

فلروحها السلام

ولروحي 

الصبر والسلوان 

بقلم : خديجة بلغنامي

توثيق : وفاء بدارنة 



 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق