*** يأبى فؤادي ***
رابطة حلم القلم العربي
*** يأبى فؤادي ***
بقلم الشاعر المتألق: أبو عبدو الأدلبي
اللامية الثانية للشاعر المهجري أبو عبدو الأدلبي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اسمحوا لي أقدم لحضراتكم قصيدتي المتواضعة بعنوان
*** يأبى فؤادي ***
يامن طرقت الباب ردي تحمل
أمضى وأسرع من حسام أصقل
يرد كيد الحاقدين بنحرهم
وهو من عصف الصواعق أعجل
بلسان صدق في الفصاحة ناطقا
بصفات من شيم الأباة مكلل
كالبدر يشرق من ظلام دياجر
فينير ليلا من ظلامه أسدل
يقشع إلى ذاك الظلام منورا
يهدي سراة الليل نورا مذهل
ولقد هديت الى الأنام قصائدا
لم يشهد التاريخ منها بأكمل
ألا بلغوا ذاك الدعي بأنني
أنخت من عتل الفوارس جحفل
ماكل من ركب السوابق فارسا
ولا كل من طلب المعالي يعتلي
فأنا الذي رقي العلا ببيانه
ولا كل من رام الغنيمة طائل
قيصر الشعراء في ساح اللقا
ولخير من سبك القريض وساجل
الشعراء في ساح القريض مطاردا
من كل مغرور القوافي معنصل
حتى يؤوب إلى العرين مطأطأ
وعن الجواد بساح شعري ترجل
أما زمام الشعر طاع بنانه
لمخضرم خاض الغمار مجوقل
بحروف ضاد الأبجدية قد أتت
طوع البنان أنختها بتدلل
فأصوغ من درر الحروف جواهرا
لم يكتب الشعراء منها بأمثل
من للقوافي فارسا يوم الوغى
وتزاحمت ساح القريض الأرجل
من كل ممشوق الرديني سنانه
يطعن إلى عتل الفحول يجندل
نزلت ساح المجد أعلن أنني
جمعت فخر الأولين ومن يلي
وبرزت في بحر القريض مخضرما
أمشق عباب البحر بحرا هائل
إني وإن كنت الوريث سلالة
من يعرب وقريش أصلي وموئلي
أما النعيم حمولتي خير الورى
ولفخر من رحم الأعارب تنسل
عني الكريم ابن الكريم تواترا
والجد من قبل الرجال بأرجل
عبدا إلى الرزاق ذالك والدي
والطاهر الحمود جدي الأنبل
ممن عليه ذات يوم أشرقت
شمسا تنير على الخليقة من عل
بعد النبي محمدا خير الرسل
ولخير من عرف الأنام بمرسل
قل للذي رام الثرية منزلا
أقصر يمينك أن تطال لمنزلي
ولمنزلي فوق الثريا مكانة
موروثة عن والدي والجدلي
فاقصر بنانك لست منه بطائلا
قطرات من خاض البحار وينهل
عذبا فراتا من أجاج عبابها
يروي بها الظمآن شهد معسل
ياويح من كان الزمان معاديا
يسقيه من كأس المرارة حنظل
فإذا الشدائد أقبلت بجيوشها
من كل شمطاء الجبين محجل
والخير أدبر والشرور تقاطرت
والليل أظلم لاصباحه ينجلي
والغدر أضحى تجارة بين الورى
والمجد بعد العز ناء بكلكل
والحزن أعمى في القلوب بصائرا
فالصبر من كل الخصائل أجمل
أصبر على حكم القضاء وراضيا
بما تؤوب من المصائب تنزل
فلرب نازلة يضيق بها الفتى
وتكون عند الله أكرم منزل
يؤجرك ربك أن تنال ثوابها
صبرا جميلا إن حسبت توكل
ولقد بليت من المصائب جلها
فغدوت في كل الهموم مسربل
من كل نازلة تزاحم اختها
فينوء من عظم النوازل كاهلي
مني غلاما في الشقاء ويافعا
أدركت كم حجم الشدائد أحمل
حتى إذا بلغ المشيب لمفرقي
وأصبت من غدر الزمان نوازل
لم أستكن ولما تهون عزيمتي
وأنا الذي ركب الثرية يعتلي
أمجاد من حفظ المكارم كلها
وتراني في ساح الأحبة أعزل
أخفض جناحا للورى من قوة
ماكنت يوما في الحياة معنصل
أكرم من وطئ التراب بساحنا
لم ألقي بالا للوشاة عوازل
لكن بختي قد بلاني بظلمه
ومنيت شرا فاق كل تحملي
فغدوت عن تلك المرابع والحمى
ونويت عن تلك المضارب أرحل
وسرت بنا أرض الغريب رحالنا
فشربنا من كأس المذلة قسطل
تبا إلى تلك الحياة وذلها
من عاشر الأنذال عاش تذلل
لن أرضى ذلا ماحييت بدنيتي
فالموت من دون الكرامة أجمل
يأبى فؤادي أن تذل كرامتي
ويكون من دون الثريا منزلي
بقلمي الشاعر المهجري
أبو عبدو الأدلبي
توثيق : وفاء بدارنة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق