*** بنت صرحها فوق صخرة ***
رابطة حلم القلم العربي
*** بنت صرحها فوق صخرة ***
بقلم الشاعر المتألق: محمد عبد الكريم الصوفي
*** ( فَوقَ صَخرَةٍ بَنَت صَرحَها ) ***
يا غادَةً صَرحَها كالسَفينِ تَمخُرُ
والزُهور ُ حَولَهُ ألوانَها تَسحَرُ
والغُصونُ كالشِراع ... يَزهو بِها المَنظَرُ
وقَفتُ أنظُرُ وأنا تَعتَريني دَهشَةُُ يا لَها الخَواطِرُ
والغادَةُ من بَيتِها ... في دَهشَتي تُفَكٌِرُ
كَيفَ الوصولُ إلى مَنزِلٍ فَوقَ الصُخور تُحيطُهُ المَخاطِرُ
فَلاحَظَت تَأمٌُلي لِصَرحِها ... كَأنٌَني لِلقَصيد أنثُرُ
فَلَوٌَحَت لي بالعُبور ... فَكَيفَ لا أعبُرُ
وأنزَلَت لِيَ جِسرَها ... عَبَرتُهُ يَشوبني الحَذَرُ
وعَلى نِهايَةِ جِسرِها تُهتُ ما بَينَهُ القُرُنفُلُ
تَبَسٌَمَت وهيَ تَشهَدُ حَذَري... يا وَيحَهُ ذلِكَ الحَذَرُ
هَمَسَت ... أفارِسُُ وتَرعَشُ ساقاه ... ؟
من خِشيَةٍ ... أينَ الرُجولَةُ يا بِئسَها في جُبنِها البَشَرُ ؟
أتَرجُفُ حينَ العُبور ... فَكَيفَ بالوَغى إذاً تَصبُرُ ؟
أجَبتها ... يا لَهُ جِسركِ الخَشَبي ... يَكادُ يَنكَسِرُ
تَضاحَكَت ... فَنَسيتُ جِسرَها المَلعون ... وتِلكُمُ المَعابِرُ
والتَرَنٌُحُ في أخشابِهِ تَرقُصُ ... أصابَها السَكَرُ
فأقبَلَت غادَتي والبَسمَةُ في ثَغرِها تَرسُمُ
فَقُلتُ في خاطِري ... يا لَلعُبور ... قَد أوشَكَ يُثمِرُ
قالَت أراكَ يا فَتى كَأنٌَكَ لَستَ مِنَ هذي الدِيار ؟
عَلٌَكَ سائِحُُ ؟ ... أم أنٌَكَ مُسافِرُ ؟
شاهَدتُكَ تَنظُرُ في دَهشَةٍ لِمَنزِلي
وهوَ على الصُخورِ جاثِمُُ كأنٌَهُ االهَرَمُ الذي لا يُقهَرُ
أجَبتُها ... يا لَلجَمال ... حينَما لِلنُفوسِ يُبهِرُ
تَساءَلَت غادَتي ... والدَلالُ في العُيونِ يَظهَرُ
هَل تَرى بَيتي جَميل ؟ ... أم عَلٌَكَ تُجامِلُ ؟
أجَبتها ... أنتِ الجَمال فاتِنُُ ... وأنا لِلجَمالِ حارِسُُ مُستَنفِرُ
تَبَسٌَمَت ... وأسبَلَت لي جَفنَها ... كَأنٌَما قَد شاقَها الغَزَلُ
جَمالَها رائِعُُ في ذاتِهِ ... كَم يَرتَقي حينَما تُسبِلُ
بقلم المحامي عبد الكريم الصوفي
اللاذقية ..... سورية
توثيق : وفاء بدارنة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق