*** لا يستمر الضباب ***
رابطة حلم القلم العربي
*** لا يستمر الضباب ***
بقلم الشاعر المتألق: عبد الكريم الصوفي
( لا يَستَمِرٌُ الضَباب )
في قَلبِها الغابات ... سارَت إلى جانِبي تَمرَحُ
تُلامِسُ جُذوعَ أشجارِها ...
كَأنٌَها تُصافِحُ
تَحفُرُ إسمَها على الجُذوع ..ولَها تَجرَحُ ...
كَأنٌَها لِنَبتَةٍ غَضٌَةٍ تَغرسُ في التُراب ... أو عَلٌَها لفرعها تُلَقٌِحُ
تَرسُمُ قَلبَها على الغُصون بالأحمَرِ ... عن حُبٌِها تَشرَحُ
يا لَهُ قلبها ... على الدُروبِ في كل زاوية ... لِحالِها يُفضَحُ
حَتٌَى الطُيور ... بِحُبٌِها كم غَرٌَدت تَصدَحُ
ورَفرَفَت من فَوقِنا بالجَناح تَمرَحُ
تَميلُ حيناً لِليَمين .... أو لِليَسار ... ومَرٌَةً تَجنَحُ
تَدنو لَنا ... نَكادُ نَلمَسُها ... وَ لَنا تَسمَحُ
وَنَلمَحُ في عَينِها ... كَم يَلمَعُ الفَرَحُ
وإن نَأَت ... بالجَناحِ غادَرَت تصفق كأنها تُلَوٌِحُ
قُلتُ يا غادَتي ... انظُري ذاكَ الضَباب قادِماً لا يَبرَحُ
وهوَ من حَولِنا في لجة كأنه يَسبَحُ
يُقيمُ في غابِنا جاثِما يا لَهُ الوَقِحُ
قد يَحُلٌُ الظَلام ... ونَعلَقُ في جَوفِهِ وفي الظَلامِ نُطرَحُ
أخشى عَلَيكِ الذِئاب ... من حَولِنا عِواءها مُرعِبُُ وهِيَ تَنبَحُ
قالَت ... ومَن قالَ الذِئاب ... لِلعاشِقينَ تَذبَحُ ؟
دَمَنا مُحَرٌَمُُ على الوُحوش
والقَلبُ في صَدرِنا طاهِرُُ لا يُجرَحُ
دنا عِواءُ الذِئاب ... فأوجَفَت غادَتي خيفَةً وأوشَكَت عن رُعبِها تُلَمٌِحُ
والضِياء في الغابَةِ شيئاً ... فَشَيئاً يَزحَفُ نَحوَنا لا يَنزَحُ
تَهَدٌَجَ صَوتَها ... من شِدٌَة خَوفِها ... وغادَرَ الفَرَحُ
تَبَرٌَدَ الكَفٌَانِ من عَرَقٍ ... والجَبينُ يَنضَحُ
حَمَلتَها ... فأستَأنَسَت ... وبالعُيونِ تَسرَحُ
فَقُلتُ في خاطِري ... مَرحى لَها تِلكَ الذِئاب
إذ دَنَت ... تَنبَحُ
لَو لا النُباح ... ما كُنتُ في الغابَةِ ثابِتاً والصَدرُ مُنشَرِحُ
أحمل غادتي ... فتَسأل كيف أنت يا فتى ؟ ... وأنا لِحالَتي أشرح
ما نفعها الكلمات والضباب يَستُرُ حالَنا ... لسرنا لا يفضح
تساءلت محبوبتي ... هل تجهد حين تحملني ؟
أجبتها في خاطري ... سكوتي يوضِحُ
عم السكون ... يا ليته هذا الضباب لا يبرحُ
بقلم : المحامي عبد الكريم الصوفي
اللاذقية ..... سورية
توثيق: وفاء بدارنة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق