تمتمات من وحي الأسفار
النادي الملكي للأدب والسلام
تمتمات من وحي الأسفار
بقلم الشاعر المتألق: د صدام محمد بيرق
تمتمات من وحي الأسفار
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عندما تسمع رغاء ينادي به بوق خاوي ،
يحمله رأساً أجوف ،
ويمسك بيده ريشة وقد ولغ من فِيْهِ
وخطّته أيادٍ مرتعشة ،
وهذا الهراء هو إيذاناً بأن هبوب رياح المغادرة قد حان بلا تلكؤ ولا مناص منه ،
فيعصف بك موج الرحيل المحتوم في
عالم النسيان .
وحينئذٍ قد يتبادر إلى ذهنك أن زمن عبور المضيق أصبح وشيكاً من شؤم ذاك
الصوت المبحوح ،
قد تدرك في الوهلة الأولى أن المرور
سيكون كالبرق سريعاً ،
فتحمل نعشك في كتفك في غير سرور،
وترسم قبلات التوديع على المكان ،
وتهمس في كل الجدران ، ونظرات الحب توزعه لمن حولك ،
بعد أن فاض به أهلك ،
حتى يشع نور التوديع على كل الحيطان .
وما إن ينطلق بك القبطان ،
وتتجاوز منعطفات سهول متعرجة، وجبال ملتوية ، وضفاف ، وهضاب ، وسهول ، وبطون تلك الوديان.
يقف بك قطار الزمن برهة ،
لا تعلم عنه زيادة أو نقصان .
وهنا تقف ملياً!!!!
عندها تتذكر عبور ذلك المضيق ، والشوك يحيط بكل خلجانه ،
وضفافه ، وعلى أصقاعه ، وقد فُرِشَت
به كل طرقاته ، وكأنها وساوس شيطان.
تنسى أن لك أرضاً أو بيتاً أو حتى أهلاً ،
لكي لا تعود من ذلك المضيق الملعون ،
فتتمتم عضمة اللسان .
بل وكل جوارحك تنهال سيولاً عارمة بلا قيود ،
ولا تنتهي آهاته ولا تكتمل زفراته وكأنه يتمنى فيه اليوم الموعود ،
قد تلعن ذلك الزمان والمكان وحتى
الإنسان. لكي لا تعود مرة أخرى مهما كان.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلم الأديب والشاعر:
د. صدام محمد بيرق
اليمن ــ ٢٠٢٥/٢/٢٥م
توثيق: وفاء بدارنة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق