الأربعاء، 9 أبريل 2025


تمتمات من وحي الأسفار

النادي الملكي للأدب والسلام 

تمتمات من وحي الأسفار

بقلم الشاعر المتألق: د صدام محمد بيرق 

تمتمات من وحي الأسفار

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

عندما تسمع رغاء ينادي به بوق خاوي ،

 يحمله رأساً أجوف ،

 ويمسك بيده ريشة وقد ولغ من فِيْهِ

 وخطّته أيادٍ مرتعشة ،

 وهذا الهراء هو إيذاناً بأن هبوب رياح المغادرة قد حان بلا تلكؤ ولا مناص منه ، 

فيعصف بك موج الرحيل المحتوم في

 عالم النسيان .

وحينئذٍ قد يتبادر إلى ذهنك أن زمن عبور المضيق أصبح وشيكاً من شؤم ذاك

 الصوت المبحوح ،

قد تدرك في الوهلة الأولى أن المرور

 سيكون كالبرق سريعاً ،

فتحمل نعشك في كتفك في غير سرور،  

وترسم قبلات التوديع على المكان ،

 وتهمس في كل الجدران ، ونظرات الحب توزعه لمن حولك ،

بعد أن فاض به أهلك ، 

حتى يشع نور التوديع على كل الحيطان .

وما إن ينطلق بك القبطان ،

وتتجاوز منعطفات سهول متعرجة،  وجبال ملتوية ، وضفاف ،  وهضاب ،  وسهول ، وبطون تلك الوديان. 

يقف بك قطار الزمن برهة ،

 لا تعلم عنه زيادة أو نقصان .

 وهنا تقف ملياً!!!!

عندها تتذكر عبور ذلك المضيق ، والشوك يحيط بكل خلجانه ، 

وضفافه ، وعلى أصقاعه ، وقد فُرِشَت

 به كل طرقاته ، وكأنها وساوس شيطان.

تنسى أن لك أرضاً أو بيتاً أو حتى أهلاً ،

 لكي لا تعود من ذلك المضيق الملعون ،

 فتتمتم عضمة اللسان .

بل وكل جوارحك تنهال سيولاً عارمة بلا قيود ، 

ولا تنتهي آهاته ولا تكتمل زفراته وكأنه يتمنى فيه اليوم الموعود ،

 قد تلعن ذلك الزمان والمكان وحتى 

الإنسان. لكي لا تعود مرة أخرى مهما كان.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بقلم الأديب والشاعر:

د. صدام محمد بيرق 

اليمن ــ ٢٠٢٥/٢/٢٥م

توثيق: وفاء بدارنة 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق