الأربعاء، 9 أبريل 2025


((يا لها من حلوة طازجة!))

النادي الملكي للأدب والسلام 

((يا لها من حلوة طازجة!))

بقلم الكاتب المتألق: محمد نجيب غالمي 

((يا لها من حلوة طازجة!))

(قصة قصيرة)

لم نلتق منذ سنوات الدراسة يا رفيق دربنا! حقا مفاجأة سارة غير منتظرة .

الحانة تعج بروادها المعهودين، وبلهجة متأسية خاطب عسراوي جليسه:

- ظرفية صعبة لم تشهد لها البلاد مثيلا في ظل حكومة باغية! 

فيض من غيض انذلق من صدر الرفيق إحسان كأنه حمم بركان. أمر طبيعي، وتحت تأثير الكؤوس المترعة، أن تفقد العقول اتزانها، ويزيغ اللسان عن سكة الصواب.. 

- تبا لها من وحش كاسر..حكومة خنقت انفاس الناس.. ناهيك عن تكالب الغلاء وسيل الضرائب المجحفة التي أثقلت الكواهل.. فلينتظر مدبرو الشأن زلزالا يهز أركان حصونهم..

رغم احتدام الأصوات داخل الحانة إلا أن عسراوي تمكن من تمرير مكالمة عبر هاتفه .. الحلوى جاهزة!

تساءل الرفيق..خير ان شاء الله ؟

-زوجتي تلح على إحضار حلوة عيد ميلادها!

ودع عسراوي رفيق الدرب على أمل اللقاء، وانصرف إلى حال سبيله. خلا الطريق من السابلة كأنما ضرب على أذنيه الموت.. سجا الليل إذ رؤي الرفيق وحيدا يتعثر في مشيه من سكر طافح. على حين غرة، وكصقر جارح ينقض على طريدة، تلقف شخصان الرفيق وألقيا به داخل سيارة. ومن حيث لا ينتظر ألفى نفسه في المخفر. هناك استقبله وجه قبيح يُنذر بالشر. سرح ببصره فيما حوله في صمت وقهر وهو يرتعد من ذعر. داخل زنزانة موصد بابها استسلم رفيق لقدره حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا. في هذه اللحظة جعل الضابط عسراوي ينظر إليه من خلال كوة هناك ويبتسم ملء فمه..

يا لها من حلوة طازجة يا رفيق! وهل حظي منها سوى ترقية مكتملة العناصر؟

سوق الأربعاء الغرب في:

09-04-2025

بقلم : محمد نجيب غالمي

توثيق: وفاء بدارنة 



 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق