الأحد، 14 يوليو 2024


(أُمِّي)

النادي الملكي للأدب والسلام 

(أُمِّي)

بقلم الشاعر المتألق: سمير موس الغزالي 

إلى أمِّي.. وكلّ أمهات الكون مع خالص العرفان والحب...

بقلمي : سمير موسى الغزالي

سوريا

رمل

(أُمِّي)

يفوحُ خريفها مسكاً وطيبا

وكالإيمانِ من قلبي قريبَا


وكانت في  الصِّبَا ستُ الصَّبَايا

ِرحَابُ العمرِ في عزٍّ رحيبا


جمالُ الكونِ في عينيكِ أمِّي

وفي الخدَّينِ صُبحاً أو مَغيبا


جَنَتْ كالنَّحلِ من أزهارِ عُمْرٍ

دِعَتْ لي شَهدَها فأتى مُجيبا


وقدَّمتْهُ سَهلاً مُستساغاً

وقد جَمَعَتْهُ في كَبَدٍ صَعِيبَا


وكلّ قَساوةٍ لمست يداها

يذوبُ عنيدُها وأتى رَطِيْبَا


وقبل هواكِ لا ما رفَّ قلبي

ويوماً لا أراكِ أتى كَئيبَا


وقبل هواكِ قلبي في خواءٍ

فلا نادٍ ترينَ ولا خَطيبَا


وفوقَ عُلاكِ ليسَ سواكِ يَعلو 

وتحتَ حذاكِ أُمنيتي نَصيبَا


ولا طِيباً شَممتُ أوانَ مَهدي

كَمِسْكٍ من شَذاكِ  ولا قَريبَا  


ولا جسدي عطاه سواك حُبّاً            

ولا دِفئَاً ولا لَبَنَاً حليبا


ونامَ الكونُ يا أمِّي وأنتِ

تديرينَ الطَّبَابَةَ والطَّبِيبَا


أخافُ عليكِ أمِّي من زَوَالٍ

يُجِّفُّ القَلْبَ دمعاً أو نَحِيْبَا


فَأُمِّي ثمَ أمِّي ثمَ أمِّي

وبعد ثلاثِها كن لي حَبيبا


يضيقُ الكونُ ياأمِّي ولكن

يضلُّ حَنَانُكِ الدّافِي رَحِيْبَا


وكلُّ حُرُوفِنَا من صَوْغِ أمِّي

تَصُوغُ الحُبَّ واللحنَ العَجِيْبَا


لِأمِّي مَوكِبٌ لَهفاً وعَطفاً

حَنانُ ألكونِ في ركبٍ مَهِيبَا


ألا فَاغْنَمْ رِضاها اليومَ حَتماً

وليس غداً فقد يأتي عَصِيْبَا


فإن يأتِيكَ طَيفٌ من هَنَاهَا

فقمْ وابكيهِ ليس لكم مُجِيْبَا

فقمْ ياصَاحِ قبلَ الموتِ واغْنَمْ

رِضَاءَ الأمَّهَاتِ وكن لبيبا

23.5.2024

توثيق: وفاء بدارنة 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق