الأحد، 14 يوليو 2024


*** ثقافة الذوق ***

النادي الملكي للأدب والسلام 

*** ثقافة الذوق ***

بقلم الشاعرة المتألقة: امية الفرارجي 

*** ثقافة الذوق ***

كلمة ثقافة تحوي معاني كثيرة وأبعاد أكثر من مجرد الإلمام بالمعلومات في كل مجال أو التحصيل العلمي والأدبي وخوض ميادين المثقفين والخطباء وأصحاب الكلمة وليست مكتبات تزين المنازل للتباهي واستخدام مفردات بليغة أو معقدة.

الثقافة هي أن تشبع جوارحك بما علمته وترعاه وتنميه وتفيد به من حولك كالزرع تماما ،فرعاية الأفكار ونشرها للمصلحة هو قمة الثقافة.

البعض يتعجل ليحصل على صفة مثقف أو غيرها من الصفات الرنانة بمجرد أن يقرأ كتابين أو بعض البحوث اوينتسب إلى مجالس الأدباء والمثقفين ويتعالى ويتكبر متناسيا أن أول ما يميز المثقف هو الذوق والكياسة واللباقة والرقي ثم التواضع والتسامح وكلما زادت ثقافته رجحت كفة الذوق والأخلاق .

للأسف بعض ذوو المال  والنفوذ يعشقون كلمة مثقف وينفقون الكثير لشراء هذه الصفة ليزداد احترام الناس لهم وهم بالواقع لايملكون حتى القدر القليل من التعليم وليست هذه جريمة بحق أنفسهم فقط ولكنها مفسدة وتعكير وتشويه للمثقف.

كلما زادت أعداد مدعي الثقافة كلما عدنا إلى الوراء وانتشر الجهل وتمزقت أوصال المجتمعات والأمم .

في كل مطارات وموانيء العالم توجد مكتبة وعشاق القراءة لا يتركون الفرصة حتى وهم في عجالة من أمرهم فيقتنصون الفرص ولو على متن الطائرة أو الباخرة للاستزادة من معرفتهم ولكن يفاجئنا تصرف غير لائق يخرجنا من حاله التصافي.

في إحدى رحلاتي جلست بالقرب مني سيدة في منتصف العمر ومعها أطفالها وما أن استقرت الأمور وجلس الركاب وأغلقت خزانات الحقائب وتم ربط الأحزمة والتزم الجميع أماكنهم..

أخرجت كتابها لتقرأ وبدأ أطفالها يعيثون فسادا وهي لا تبالي ولم تنطق بكلمة توجيه واحدة متناسية أنها في حافلة نقل عام وليست في ( حوش بيتهم )..

أين الذوق والأدب واللياقة في حال أنك مثقفة وتمارسين هوايتك بالقراءة وسط هذا الصخب وقلة الذوق وما أن وقعت عيني على ماتقرأ وجدته قرآنا…(لا تعليق).


حياتنا في الكتاب

من يقبل على الكتاب والاوراق ورائحة المطابع ؟

هل لازال له بيننا تواجد بعد المواقع الالكترونية والانترنت ؟

هل بقي لنا من الجرائد اليومية والمجلات  ؟

تتنوع أذواق القارئين والمثقفين فالبعض لازال يفضل لمس الأوراق والاحساس بالكلمة بين أصابعه واقتناء الكتب المختلفة .

لازالت معارض الكتب تقام سنويا وينفق عليها من دور النشر والدعاية الكثير ..

لازالت حفلات توقيع الكتب للمؤلفين والفرحة بمولود جديد بعد مخاض عسير .

في المجمعات والاسواق والمطارات لازالت تقبع المكتبات وروادها كثيرون .

لايهم كل هذا سواء كان ورقيا أم الكترونيا وإنما مايهمنا هو المحتوى الجيد .

ما خاب من استنجد بكتاب …مقولة تعجبني كثيرا .

إن لمس الكتاب ابتداء من الغلاف وتصفح الأوراق وحتى اختصاره في الهامش الفهارس له رونقه ومتعته .

إن الجلسة في الطبيعة مع كتاب محبب تشبه الاستماع إلى مقطوعة موسيقية راقية.

بقلم : امية الفرارجي

توثيق: وفاء بدارنة 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق