الاثنين، 25 ديسمبر 2023


معارضة 

***  تعالي أحبك..***

النادي الملكي للأدب والسلام 

***  تعالي أحبك..***

بقلم الشاعر المتألق: د

محمد مكي 

عندما يلتقي النثر والشعر

خاطرتي

تخيلت نفسي ذات يوم أود أكتب لك ما يجول بقلبي وخاطري...لا أمسك حرفا ولا أجمله ولا أحذف مما كتبت شيئا..أتركه كما هو لتقرأه عيناك الجميلتان..أحببت أن تقرأي مشاعري الوليدة الصادقة.أليس لي حق ان أجعل لك من قصائد غرامي الزائفة قبل أن أعرفك نصيبا..وهي إليك أجمل ما كتبت من قصص الغرام وأصدق ما سطرته مشاعري..على الأقل من وجهة نظري أنا..أقلب صفحات قلبي فأجدك كالملكة التي تتربعين فيه..

فكرت ان اقول لك يوما وأترك الشعر قليلا وأكتب لك  عبارة منثورة أنا أحبك أيتها الغزالة الشاردة..أحب عينيك السوداوين..وخديك الورديين..وابتسامتك الساحرة..وثيابك المتأنقة..وحروفك قليلة المباني شاهقة المعاني...أحب فيك كل شيء..وحتى شنطتك الصغيرة.ونظارتك السوداء ومعطفك الشتوي الجميل.أقترب منك كثيرا جدا وقد لا تشعرين بي..أن أقول لك كم هي جميلة عيناك..كم تحملان من ارقى معاني الحب والغرام والحرب والسلام..كم هما ثائرتان مفعمتان بالحيوية والخيال...حقيقة لا يهمني أن أعرف أين أنا من قلبك ولا من حياتك..تدرين لماذا..لأني تكفيني هذه السعادة بك والإشراقة من عينيك..يكفيني أن تكوني معنى جميلا يقترب من حياتي أكثر وخواطري وقصائدي أعمق.. ولو فرقت بيننا الأمصار..تكفيني ابتسامتك الجميلة يكفيني صوتك العذب..ونبرة الصدق في حروفك..في  مشاعرك الراقية...فكرت أكتب لك هذه الكلمات يوما..ربما قبل أن يداهمني موت..أو تفرق بيننا شواغل الحياة..فيوما يفترق الجميع....تدرين..لا أخشى من رد قاس منك..لأنك لن تكوني كذلك ولم تكوني يوما..وأنا أثق في مشاعري نحوك..ولكني أخشى أن تغيب عني ابتسامتك الساحرة يوما فتبدو كأنها مصطنعة كي ترضيني وتبقي علي ولو لفترات يسهل الابتعاد بعدها.فتظلم في عيني إشراقة الحياة وما كادت تبدأ ..ولا وقت في العمر كي أبحث عن حب جديد  وطوق للنجاة...وأنا اراك كشمس في كبد السماء بعيدة كل البعد ولكن أحس باقترابها كثيرا..بأشعتها..بحرارتها..بالبرد القارص حين تغيب أو تبتعد عنا..لم أتخيل ردك على عبارة أنا أحبك أيتها الجميلة..ربما تفاجئني كلماتك وردودك وتقولين..وأنا أيضا أبها المغرور أحبك كثيرا..ربما تقولين لي لقد تأخرت كثيرا..كنت أتوقعها منكَ أول لقاء جمعنا..نحن الشاعرات مثلكم وإن كنا ننثر الحب في عيون الآخرين..لكننا نرقبه أيضا منكم كما ترقبونه ونتمناه.كما تتمنونه ونتوقعه في عيونهم...كما تتوقعونه في عيوننا

.ربما تلفت عيوننا زهرة شريدة بعيدةحزينة أكثر من تلك الزهور الشامخة الغارقة في بساتينها العالية..لسنا في برجنا العاجي  بعيدبن كما تتوهمون أيها الشعراء بخيالاتكم


إنها القلوب متى اقتربت لا تعجزها المسافات ولا تقف عاثرة بينها الكلمات...ابتعدت عن هوايتي الشعرية المفضلة لأجلك. ..ولكني عدت إليها لأقول

تعالي أحبك..

(تعالي أحبك)قبل الرحيل

وقبل الوداع وقبل السفر


تعالي فلم يبق إلا القليل

غروب ويمضي لدينا العمر


نعيد ظلال الزمان الجميل

فتصغي الطيور للحن الوتر


(تعالي أحبك) لو مرة

تسر العيون وتغري الزهر


ولكن لدي سؤال كليل

 يهز الفؤاد ويفري الحجر 


فكيف نحب وبين الطلول

ضباب تحشرج بين الحفر؟!


وكيف نحب وبين الديار

دماء تسيل بنا أو شرر؟!


رويدك (ليلى) فبين الدمار

بكاء الصغير وعيش أمر


رويدك (ليلى) فبين الصحون

دممع الثكالى بها تنهمر


فكيف تناجي سماء العذارى

وبين الثغور ننادي الحذر؟!


وكيف  تُهدّم هذا الجدار

قنابل تردي بنا ما اندثر؟!


زلازل ترمي بروض كليل  مدائن تفنى وكرّ وفر


وكيف نحب بهذا الضباب؟!

وكيف خلاص لظلم البشر؟!


(تعالي أحبك) بين الدماء

فبين عيونك طرف الحور؟!


أبين الفضاء نرى طيف (قيس)

و(ليلى) تراها بطول الشعر؟! 


أما عاد في الدرب غير الغناء

وما عاد في العمر إلا السفر


أفي ثغر غزة جال العتاة

وفي ثغر (عزة) حل النظر؟!


حلمنا بيوم نرد مغيرا

ونؤوي الغريب كضيف أبر


فما شمس صبح كشمس المساء

وما بدر ليل كبدر السهر


وما عذب ملح كعذب الفرات

وما فيض ماء جرى كالنهر


(تعالي أحبك) بين التلال

فبين الطلول هواء أسر


ولكن متى الفجر بين الديار

تبسّم بين الربا والشجر


هناك أنادي بصوت جميل

(تعالي أحبك قبل السفر)

بقلم : د محمد مكي

توثيق: وفاء بدارنة 



.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق