الجمعة، 29 ديسمبر 2023


.*** عيون عبلة**

النادي الملكي للأدب والسلام 

.*** عيون عبلة***

بقلم الشاعر المتألق: بهجت عيد 

.*** عيون عبلة***

 قصيدة(كَفْكِف دموعَكَ وانسحِبْ يا عنترة )

من اجمل وأروع ما قرأت قصيدة (عيون  عبلة )  للشاعر المصرى مصطفى الجزار

شارك الشاعر المصرى مصطفى الجزار بقصيدته (عيون  عبلة ) فى مسابقة (أمير الشعراء 2007) في دورتها الأولى، التي أقيمت في العاصمة أبو ظبي

صور الشاعر أن الأمة هي

 ( عبلة ) وأن ( عنترة ).  هو العربي الغيور على أمته …

يقول الشاعر

كَفْكِف دموعَكَ وانسحِبْ يا عنترَه

فعيونُ عبلةَ أصبحَتْ مُستعمَرَه

لا ترجُ بسمةَ ثغرِها يوماً، فقدْ

سقطَت من العِقدِ الثمينِ الجوهرَه

قبِّلْ سيوفَ الغاصبينَ .. ليصفَحوا

واخفِضْ جَنَاحَ "الخِزْيِ" .. وارجُ المعذرَه

ولْتبتلع أبياتَ فخرِكَ صامتاً

فالشعرُ في عصرِ القنابلِ ثرثرَه

والسيفُ في وجهِ البنادقِ عاجزٌ

فقدَ الهُويّةَ والقُوى والسيطرَه

فاجمعْ مَفاخِرَكَ القديمةَ كلَّها

واجعلْ لها مِن قاعِ صدرِكَ مَقبرَه

وابعثْ لعبلةَ في العراقِ تأسُّفاً

وابعثْ لها في القدسِ قبلَ الغرغرَه

اكتبْ لها ما كنتَ تكتبُه لها

تحتَ الظلالِ، وفي الليالي المقمِرَه

:

"يا دارَ عبلةَ" بالعراقِ "تكلّمي"

هل أصبحَتْ جنّاتُ بابلَ مُقفِرَه؟

!

هل نَهْرُ عبلةَ تُستباحُ مِياهُهُ

وكلابُ الأعادى تُدنِّس كوثرَه؟


!

يا فارسَ البيداءِ .. صِرتَ فريسةً

عبداً ذليلاً أسوداً ما أحقرَه!!


متطرِّفاً .. متخلِّفاً .. ومخالِفاً


نَسَبوا لكَ الإرهابَ .. صِرتَ مُعسكَرَه

عَبْسٌ .. تخلّت عنكَ .. هذا دأبُهم

حُمُرٌ -لَعمرُكَ- كلُّها مستنفِرَه

في الجاهليةِ .. كنتَ وحدكَ قادراً

أن تهزِمَ الجيشَ العظيمَ وتأسِرَه

لن تستطيعَ الآنَ وحدكَ قهرَهُ

فالزحفُ موجٌ .. والقنابلُ ممطرَه

وحصانُكَ العَرَبيُّ ضاعَ صهيلُهُ

بينَ الدويِّ .. وبينَ صرخةِ مُجبَرَه

"هلاّ سألتِ الخيلَ يا ابنةَ مالِكٍ"

كيفَ الصمودُ؟! وأينَ أينَ المقدِرَه؟

!

هذا الحصانُ يرى المَدافعَ حولَهُ

متأهِّباتٍ .. والقذائفَ مُشهَرَه


"لو كانَ يدري ما المحاورةُ اشتكى"

ولَصاحَ في وجهِ القطيعِ وحذَّرَه

يا ويحَ عبسٍ .. أسلَمُوا أعداءَهم

مفتاحَ خيمتِهم، ومَدُّوا القنطرَه

فأتى العدوُّ مُسلَّحاً بشقاقِهم

ونفاقِهم، وأقام فيهم منبرَه

ذاقوا وَبَالَ ركوعِهم وخُنوعِهم

فالعيشُ مُرٌّ .. والهزائمُ مُنكَرَه


هذِي يدُ الأوطانِ تجزي أهلَها

مَن يقترفْ في حقّها شرّاً .. يَرَه

ضاعت عُبَيلةُ .. والنياقُ ... ودارُها

لم يبقَ شيءٌ بَعدَها كي نخسرَه

فدَعوا ضميرَ العُربِ يرقد ساكناً

في قبرِهِ .. وادْعوا لهُ .. بالمغفرَه

عَجَزَ الكلامُ عن الكلامِ .. وريشتي

لم تُبقِ دمعاً أو دماً في المِحبرَه

وعيونُ عبلةَ لا تزالُ دموعُها

تترقَّبُ الجِسْرَ البعيدَ .. لِتَعبُرَه

بقلم : بهجت عيد

توثيق: وفاء بدارنة 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق