الأحد، 19 فبراير 2023


***  قلبي مدينة. ***

النادي الملكي للأدب والسلام 

*** قلبي مدينة. ***

بقلم الشاعرة المتألقة: راوية شعيبي 

***  قلبي مدينة. ***

راوية شعيبي

___________

قلبي مدينة  أهلها ظالمون... أرصفتها عاقر لا تلد لقاء... لكنّها تشهد اكتظاظ الانتظار... شروق اللهفة و غروب التمنّي...يرويان بداية الجرح و نهايته في خيوط الصمت و غسقه... 

قلبي شوارع تكثر فيها احتجاجات المشاعر و لا تسمع إلّا أصوات أقدام النهي و النفي و الاستنكار... تحاصر هذا التمرّد... تقيّد صرخاته بالكتمان...

قلبي شرفة تطل على شاطئ أمل مفقود... يعكس  ثورة البحر... و هيجان الموج على غزو السّفن الراحلة  للمدى... لا شيء يتعب البحر كتذوق السفينة لملحه و الغياب في وجهة واحدة دون رجعة... كأن عتابا يثقل السفر على ظهره و اللّوم يجازف بالبوح في تلاطم الماء و نداء الغرق...

قلبي غيمة تسافر في حدود السماء... تطهر الروح من شوائب الظنون و تحيي منابت الحب في ساحة الذاكرة... فلا أجل مسمى لنبضه و لا ليله أقمر تعبا...أمر بعصف الجوارح كأنّي دليله و أسلّم للإتجاه أوتاري و الفكر...

لم يغز المشيب مفرقي و لكنّي بعقل عجوز أدرك قمّتي...

لم أصنع من قصب الأيّام نايا يعزف خيبتي و  حزني لكنّي ردّدت لحن دمعي و تشرّدي في أسطرٍ...

أنا آه ممشوقة الوجع... يئن في صدري ألف جرح...

و لا عتب

على من  هجر القلب

و أضاع عنه صوت الحب...

قلبي  قصيدة مترامية الإعتراف... نجومها سلاسل ضوء و جحافل سهر و قناديل بوح تزيّن جيد ترقبي...

أين تمضي طريقك يا قلبي و الأشواق أشواك تلدغ النبض... لكنّي اعتنقت الصمت و رضيت بالإنسحاب دليلا... كم سكب السّراب ظله في عيني و ارتويت من طيف الغياب حتى ذهب عنّي ظمئي و ابتلت عروقي... و لم أشك لهم بثّي و حزني...

تعهّدت بأن أشطبهم من كراس ذاكرتي و أهشم صورهم كما تهشم اللعب... لكنّي حين اقتربت من الحقد أحرقني و عفوت قبل أن أرجمهم و أترجم جريمتهم إلى كل لغات الغضب...

أنا حرّة

لن أقولها مرة و مرة

لن أتصيّد الرجوع

فأنا في الأصالة مهرة 

 لا أحب المضرّة...

كما أرضاهم بعدي أرضاني تمنّعي و كما سها عني شعورهم سهوت عن سؤالي عنهم... فلا لوم عليهم مهما أحزنوني و لا لوم علي حين هجرتهم طوعا مهما استنكروني أو تذكروني...

بقلم : راوية شعيبي 

توثيق: وفاء بدارنة 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق