** *بـكَـى وَطَــن***
الأكاديمية الدولية لائتلاف رابطة حلم القلم العربي للأدب والسلام
*** بكى وطن. ***
بقلم الشاعر المتألق: أديب قاسم
** *بـكَـى وَطَــن* **
[ حـالـة مـن حـالـات الاستـلاب : ابتـلاء شُـعـوب الـأمَّــة الـعـربـيـة والـإسـلامـيَّة بحُكاَّمِـها علـى غيـر رِبـاط عـقلٍ وديـن شعر
*_اديب قاسم_*
بكت حجر
كنت أمشي على الطريقْ
وإن تعِبتُ من سفر
فأجلسُ على الرصيفْ
أين الرصيفُ اليومَ
وأينَ الطريق
أضعـتُه وقيلَ لِـيَ
اندفن !
*بكت عُيونْ*
بنور
نجومٌ لا تكادُ تُضيئُ
بيوتَها
ولا تبينُ مسالِكَها
إذن ،
وكلنا نموت!
ويبقى بعدك السؤال
أتَـذَكَّـرُك مذ ستين عام
كانت الطريقُ تُضيؤكَ
ليلاً فتلتمعُ البيوت
من وجهك النظيف
اين هيي تلك التي
تشرق دونَ شمسٍ
دونَ قمر
ومن النار تأكلُ "*
مِليونَ طن؟!
*بكى عمودُ نورٍ*
لم يُكمِلِ الطريق
وتعجَّبَ مِن ظِلِّهِ ..!
ومن ضوئِهِ
كيفَ بهِ يموت!
أطفأتني حكومةٌ
تعدَّدَت فلم أعُد أعرفُ
حكومةُ مَن؟
فلَعَلَّها حُكومةُ مَـن
حرَّر العبدَ وألقى على رأسه
تاجَ اليمَن
فغدونا كلُّنا له عبيد
أهُـوَ ذو يَــزَن!؟
*فبكت بُيوت*
أي نعَم!
أطفأ اللهُ نـفَسَهْ
نحن البيوت لم نعد نُطيق
حتى الجلوسَ في البيوت!
لِشِدَّة حَرِّ الإنطفاء
حتى بِتنا لا نعرفُ الليلَ
مِنَ النهار
فالشمسُ لا تبرَحُنا
حينَ ننام
وهي حقيقةٌ وليست
محضَ ظَن!
*وبكت زِبالةٌ*
ماذا نور ؟
ماذا حجَر؟!
لا تدزون عما تتكلمون!
إنسانٌ_آدَمِي
بحُضني
يُدغدغني
وينزع اللقمةَ من فمي
ويكاد من جوعٍ
يموت
ويموت أينَ؟
في عِزِّةِ وطن!
وشأنه في هوى حب الوطن
شأن بيروت
الحب
والبحرُ ..
والبيوت
بلا غذاءٍ وعافية
ولا تدري تشكو لِمن!
هي لقمةٌ ..
قلتُ نقـتسمُها معا
وهو مالم تأتِـهِ
حكوماتٌ
تدَّعي الحكمةََ
والدينَ يمَـن!
*بكت طِفلةٌ*
في حُضنِ امرأة
ردت عليها أمها :
أمِّي وبُوي!
هتفت بها حنائنُ صدرِهـا
أمي اليمَـن!
للهِِ يا وطني ..
لقمـةَ قُـوت!
لطفلَتي
تُحيي الوُجَـن
تُركي البدن
*بكت الزبالة*
وحَنَّ في ضِرعها اللبن
أنـا أمكم أنـا
__ فمن تكوني ..
من تكوني؟!
وفي حُضنِكِ نموت!
__ أمُّ المساكين
أمُّ الجياع
مِن كل أطرافِ معمور الوجود
على مرِّ الزمن!
__ ألِكُلِّ العالَمين؟!
أفََـيَصِحُّ أنَّكِ وطـن؟
__ قد عِشتُ في اليمـن
ومُتُّ جوعاً
وهـاكُـمُ زبالَـتي
من دخـلِ حكـومـةٍ
مدخولٌ عليها "**"
ومسؤولٌ عن مـعِداتِ وطـن
وعن الطريق
ألـ لَـو تعثَّرت بها دابَّـة…
وعن نـوَّارةٍ
تـهُـشُّ بـهـا
وتهُـزُّ أضلاعَ الظـلام
فكُلـوا…
وبـلا ثـمـن!
*ثم بكت*
فبكى الجميع
__ فما يُبكيكِ يا…
ما اسمكِ؟
__ *عـدَن* .
________________
"*" نار الوقود ( النفط والغاز ) .
"**" مدخولٌ عليه : الذي دخَل عقلَه أو جسدَه فساد
"***" تضمين كناية عن خشية أمير المؤمنين عمر ابن الخطاب من أنه لو تعـثَّرت دابَّةٌ في العراق _ وهو الذي في مكة بعيدا عنها _ من وعثاء الطريق الذي لم يُعنى بتمهيده فيُحاسب عليها أمام الله تعالى مستودعَ ضمير حكومته حيال شعبه .. وهو كذلك الذي كان يتفقد الجياع ويحمل لهم الطعام على ظهره وفي غُبَّ الليالي وحيث لا يجدون جذوةَ نار يوقدون بها غذاءهم ولا ما يستنيرون به طريقهم ويضيئُ منازلهم!
بقلم : أديب قاسم
توثيق : وفاء بدارنة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق