الخميس، 21 أبريل 2022


#قراءة لقصيدة تداعيات زمن منفلت #

رابطة حلم القلم العربي 

#قراءة لقصيدة تداعيات زمن منفلت #

بقلم الشاعر المتألق: محمد هالي 

اليكم المقطع التاسع

#قراءة لقصيدة "1/ تداعيات زمن منفلت#

 لعبدالرحمان بكري (المقطع التاسع)

محمد هالي

ورغم ذلك، و خضوعا لمعادلة شرح الواضحات من المفضوحات، لا يسعني إلا أن أبين أن قصيدة عبدالرحمان بكري، لامست عدة مفارقات يعيشها المغرب المعاصر، تستمد مقوماتها من جذور تاريخية عريقة، ساهمت في سكونية المجتمع، و تأزماته لم تسعفه للخروج من بوتقة التخلف، و الانحطاط ،مما يجعله:

" يتهجى بعض قراراتي،

في جيوب ترددي، 

يتبدد خلف أهدابي الناعسة،"

لم تخلف الا أزمات، تنعكس على كل فرد، تتركه يصاحب معه صورا عالقة في التاريخ المتمرد، على شاكلة المهدي، و عمر، و لم يجد بدا في العجز عن تقديم أي شيء، يسير في مجتمع أعرج، أو جسد بدون رأس (مقطوع) لم يبق له سوى العربدة، التي تخلف

"صدى قوي يستبيح خبايا

هواجس قابعة"

و هي تُختصر في الاسلام السياسي ككل، و خصوصا في أجنحته المتطرفة، التي باركتها و دعمتها الإمبرياليات العالمية المختلفة، بمباركة الأنظمة الرجعية العربية، التي قدمت، و دعمت بالمال، و العتاد، لتسهيل توزيع ما سمته الامبريالية بشرق عربي جديد، أو بشكلها المعتدل التي تساهم بنشر الخرافة و التدجين بكافة أشكالها، من أجل مضاعفة سكونية المجتمع، و تحميل أزماته الئ قوى غيبية، أو بشكل سياسي، من خلالها بشكل مباشر، في تكريس التبعية، و تمرير توصيات عالمية، و تسريع أليات الاستغلال المضاعف فيما بعد ما سمي بالربيع العربي، في جل الدول العربية، و من ضمنها المغرب، من هنا يمكن القول أن هذه التيارات ماهي الا تعبيرا عن الطبقة الوسطى في المجتمع، و هي بهذا تعبر عن فشلها التاريخي، نظرا لقوة الطبقة الاجتماعية البورجوازية الكومبرادورية المدعومة إمبرياليا، هي بالفعل طبقة وسطية هجينة، و نظرا لطبيعتها الانتهازية فجناح منها انغرس في الحداثة بشكلها الليبرالي، و جناح آخر سقط في الرجعية، و بهذا اعلنت انخراطها كليا في الطبقة البورجوازية الكومبرادورية، ما دامت أنها عاجزة بأن تأخذ الصراع بشكله الصحيح، و ما ساعد على ذلك هو ضعف وعي الطبقة العاملة، التي جرفتها التقنية من ناحية، و العمل الهش أي البطالة من نوع آخر، أي أن غالبيتها سقطت في خانة البروليتاريا الرثة، و من هنا تبقى الطبقة الوسطى مريضة تتطرف تارة، و تنغرس فيما هو سائد تارة أخرى

أن المجتمع أصبح خاضعا

ل"مقدس

الأسوار السلطات العالية،" 

في الزحف المقنبل على الكم اللاهوتي"

من تصميم

"مهندس 

البغي المكمل بأسرار الغول الرأسمالي"

الذي يثقن 

خريطة سباق اقتسام

طورطة الحلوى.."

هكذا ينهي بكري محاولته الشعرية الأولى، بزخم وصفي سردي رائعين، فكان اقحام الحانة التي ليست سوى مجتمع، الكل فيه في عربدة التخلف، و الانحطاط، الكل يعمل على نسيان الماضي (حركات التحرر )، و الانغراس في الحاضر كما هو معاش، لكن السؤال الذي ستفتحه القصيدة، هو سؤال سيظل مفتوحا على الدوام، من سيدق خزان الوقود، بعد لم يتم اطراقه من قبل؟، هذا بالطبع سيفتحنا على سرديات الاجزاء المتبقية من قصيدة مطولة اسمها "تداعيات زمن منفلت" 

بقلم : محمد هالي

(يتبع)

توثيق : وفاء بدارنة 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق